أعينوه على المعروف

عبد الفتاح ولد اعبيدن

العمل الحكومي ليس سهلا و لا تلقائيا،و ما يمثل هذا النظام  نعرفه و ندركه،و خصوصا بحكم الحالة التراكمية،لعثرات الأنظمة المتعاقبة،لكن ما تشير إليه التوجهات من جدية فى بعض المجالات،يستدعى التفهم و التشجيع،على منوال أعينوه على الخير.فقد أوصى الرئيس الوزير الأول و حكومته باستقلالية كل قطاع،فأنطلقت الأجهزة الحكومية من عقالها تجتهد،بعدما كانت من قبل مقيدة،ضمن مركزية محجرة مانعة من كل تصرف ذى بال،دون الرجوع للرئيس نفسه!.
ثم أقبل مصرا ،ضمن مهرجان شنقيط، مع مطلع نوفنمبر،على الانفتاح على المعارضة و حضر زعيمها الحالى، معززا مكرما،كما ظهر غيره من رؤوس المعارضة،إبان ذلك الحدث الثقافي الرقيق المنعش،فى رحاب شنقيط العريقة،بمناسبة مولده،عليه أفضل الصلاة و أزكى التسليم،كما كان السيد المحترم الفاضل، أحمد ولد داداه،الزعيم الأسبق لمؤسسة المعارضة،حاضرا فى جو من التقدير و الاعتبار من قبل الجميع،ثم جاء خطاب الاستقلال،فأكد فيه لفظيا و عمليا، احترام الرأي الآخر و الانفتاح على المعارضة.
و بعد ذلك جاء قرار القضاء، بإعادة فتح جمعية المستقبل،ضمن أفق واعد يثير التفاؤل باحتمال فتح مركز تكوين العلماء،و إعادة الاعتبار بصورة علنية للعلامة الملهم،محمد الحسن ولد اددو،و هي إجراءات ستؤكد استقلالية القضاء،الذى أكد الرئيس على استقلاليته.
و قبل ذلك بدأ نفض الغبار عن قطاع الصحة المهمل المتردى تقريبا،حيث حظي هذا القطاع بوزير يعرفه،و قد شمر عن سواعد الجد،عسى أن يحقق المستعجل و يشرع فى توجه جاد، لإصلاح هذا الميدان الحساس الأولوي.
و من المعروف أن هذا الرئيس لم ينصب، إلا قبل خمسة أشهر و زيادة أيام قلائل،حيث تم تنصيبه،يوم ١أغشت ٢٠١٩ فحسب،و مع ذلك فى هذه الفترة القصيرة، أعطى الأمل بالانفتاح على كافة الطيف السياسي و فتح ورشات العمل،كما استطاع بشجاعة إغلاق سيمفونية التنويه الأعمى بالعشرية المثيرة للجدل،فماعادت الحكومة و لا الإعلام الرسمي كالببغاوات، منشغلة بالمديح المجاني غير المجدى لمرحلة أفلت،لها ما لها و عليها ما عليها،و تلك أمة قد خلت لها ما كسبت و عليها ما اكتسبت.
أما النظام الحالي و دون مبالغة فى قدرته على الفعل،فعلينا أن نتفهم الظروف الصعبة،التى ورث عن سلفه،و نعينه ما استطعنا على الإصلاح،لمصحلة الجميع، دون تمييز،لأن الوطن مازال ضعيفا،و وضعيته تحتاج للكثير من الصبر و التعقل،عسى أن نحافظ على أمننا و استقرارنا و حوزتنا الترابية،و نقطع خطوات تنموية معتبرة حاسمة،تخرجنا من وهدتنا و تفتح لوطننا فرصة إقلاع حضاري ملموس و شامل.

 

جمعة, 10/01/2020 - 10:08