بعيدا عن كورونا، 3 يونيو

في مثل هذا اليوم من عام 2016، انتقل إلى جوار ربه رجل من أعظم الرجال وبطل من أعظم الأبطال، الملاكم الأسطوري محمد عالي اكلاي..أعظم ملاكم ورياضي على مر التاريخ. وقد تم اختياره عام 1999 من الجهات العالمية المختصة وبالإجماع "رياضي القرن ال20" بلا منازع..
اعتنق الإسلام عام 1965 . وما لبث أن بدأ يتلقى الضربات تلو الضربات من دوائر الشر والكفر والطغيان في آمريكا والعالم. وفي مايو 1967 تم تقديمه للمحاكمة بتهمة الخيانة إثر رفضه المشاركة في حرب افيتنام باصقا في وجه أمريكا حين قال: "افيتنام لم تسئ إلي، وإني لا أقتل الأبرياء"!؟ حكم عليه بالسجن 5 سنين وجرِّد من لقبه العالمي في الوزن الثقيل ومن رخصة ممارسة الملاكمة، قبل أن تعلن براءته بعد 3 سنوات. محمد عالي كلاي رحمه الله، هو الوحيد في تاريخ الملاكمة الذي حصل على بطولة العالم في الوزن الثقيل 3 مرات. وكان آخرها في "كينشازا"، عاصمة زايير عام 1974. وصرح بعد النزال التاريخي أمام ملايين البشر :" انتصرت لأني أؤمن بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا"!
يتمتع محمد علي بكاريزما مؤثرة جعلته يحظى باهتمام الجماهير وحبهم من كل الأعراق والأجناس والفئات والقارات، وقد سجل خلال مسيرته العديد من المواقف الشجاعة والنبيلة قبل أن يغادر الملاكمة عام 1981 ويكرس جهده للعمل الخيري في خدمة الإسلام والمسلمين. وكان اهتمامه منصبا على القرآن العظيم ومدارسه ومدرسيه ومساعدة الفقراء والمحتاجين حول العالم. ومما أعلمه يقينا أنَّ يده البيضاء والمنفقة في سبيل الله قد وصلت إلى موريتانيا في أواخر سبعينات القرن الماضي، جزاه الله
خيرا.
وافاه الأجل المحتوم في مثل هذا اليوم من عام 2016، وكانت وفاته مناسبة لبث القرآن العظيم على معظم الفضائيات الآمريكية التي خصصت وقتا لتلاوة آيات من الذكر الحكيم ترحما عليه. وقد حضر توديعه عدد من الرؤساء السابقين وكبار الساسة والنجوم. وبكاه العالم أجمع.
اللهم اغفر لعبدك محمد عالي اكلاي وارحمه واعف عنه وعافه واكرم نزله؛ إنك ولي ذلك والقادر عليه.

خميس, 04/06/2020 - 11:41