بتهمة التسبب بالسرطان.. منتج مبيد "راوند أب" أمام القضاء

بعد أقل من شهر من إعلان شركة باير الألمانية شراء الشركة المنتجة لمبيد الأعشاب الضارة غليفوسات، والذي يباع تحت الاسم التجاري "رواند أب"، فتح القضاء الأمريكي اليوم الباب أمام قبول الدعاوى ضد الشركة بتهمة التسبب بالسرطان.

تواجه شركة مونسانتو، المنتج الأول بالعالم لمبيد الحشائش غليفوسات (Glyphosate) والذي يباع تحت الاسم التجاري رواند أب (ROUNDUP)، مئات الدعاوى القضائية في الولايات المتحدة بعد أن أعطى القضاء الأمريكي الضوء الأخضر لقبول الدعاوى. وقال القاضي فينس شهابريا اليوم الأربعاء (11 تموز/يونيو 2018) في سان فرانسيسكو: "على الرغم من أن الأدلة ضعيفة، إلا أن الخبراء يمكنهم أن يحاججوا بها أمام المحكمة".

وقد توصل القاضي إلى قراراه بفتح الباب أمام رفع الدعاوى بعد أسابيع من الدراسة وسنوات من النزاع القضائي. وقد يصل عدد الدعاوى المرفوع على الشركة إلى مئات. ويتهم أكثر من 400 مزارع وفلاح الشركة بأنها تعلم منذ مدة طويلة بأن المبيد يسبب سرطان الغدد الليمفاوية اللاهودجكن، ولكنها لم تحذر المستخدمين.

ومونسانتو شركة تأسست في مطلع القرن العشرين في الولايات المتحدة. ويبلغ عدد العاملين فيها حوالي 23300 ألف عامل وعائداتها السنوية حوالي 15 مليار دولار أمريكي. وفي حزيران/يونيو الماضي ذكرت وسائل إعلام أن عملاق صناعة الأدوية والكيماويات الألماني "باير" استحوذ على الشركة الأمريكية مونسانتو بصفقة بلغت 63 مليار دولار.

ويمتاز المبيد بثمنه الرخيص وبفعاليته في القضاء على الأعشاب الضارة دون الإضرار بالمحاصيل الزراعية. ونظراً للاستخدام الواسع للمبيد فإنها يمكن أن تصل إلى الإنسان عن طريق مياه الشرب والمواد الغذائية أو العمل في الزراعة.

هناك جدل وخلاف كبير حول خطورته على الصحة، حيث أجريت الكثير من الدراسات على هذه المادة، والتي تشير نتائجها إلى أنها يمكن أن تسبب أمراضاً للإنسان من بينها السرطان. وهذا ما دفع منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة في نشرتها الصادرة في مارس/ آذار 2015 إلى تصنيف غليفوسات ضمن المبيدات المسببة للسرطان. وذلك استناداً إلى دراسات أجرتها وكالة دراسات السرطان التابعة للمنظمة الدولية، حسب ما نشرته مجلة ديرشبيغل الألمانية على موقعها الإلكتروني.

وفي ألمانيا تعتزم وزيرة الزراعة يوليا كلوكنر تقييد استخدام المبيد. وقد بينت نتيجة دراسة نشرتها مؤسسة هاينريش بول الألمانية والمقربة من حزب الخضر، أن أغلب الألمان لديهم كمية كبيرة من هذه المادة في جسمهم. حيث اكتشف أن في بول 75 بالمائة من الذين أجريت عليهم الدراسة والتحاليل المخبرية 0,5 ميكروغرام من مادة غليفوسات في ليتر من البول، وهي كمية تعادل خمسة أضعاف الكمية المسموح بها في مياه الشرب التي يجب ألا تتجاوز 0,1 ميكروغرام في كل ليتر ماء، وتشير الدراسة إلى أن 99,6 من الذين خضعوا للدراسة اكتشف وجود هذه المادة في جسمهم، حسب ما نشرته صحيفة "شتوتغارتر تسايتونغ" الألمانية على موقعها الإلكتروني.

لكن وحسب ما ينقله الموقع الإلكتروني عن المعهد الألماني لتقييم المخاطر، فإن ذلك لا يشكل خطراً على الصحة، إذ أن مادة غليفوسات "الموجودة في البول على الأغلب، يتخلص منها الجسم سريعا مع البول". وينقل الموقع عن مونيكا كرويغر، المديرة السابقة لمعهد أبحاث البكتيريا والفطريات في جامعة لايبزيغ أن هناك حاجة إلى المزيد من الدراسات والأبحاث لتأكيد ما توصلت إليه الدراسة السابقة ومخاطر غليفوسات وتسببه في مرض السرطان.

وأفادت تقارير نشرت مؤخرا أنه تم اكتشاف مادة غليفوسات في 14 نوع من البيرة في ألمانيا، حسب ما جاء في تقرير نشره موقع "ايكو ووتش" الأمريكي الذي أشار في تقريره أنه تم اكتشاف هذه المادة الخطيرة في عدة أنواع من النبيذ الذي تم إنتاجه في كاليفورنيا. والغريب في الأمر أن المادة تم اكتشافها حتى في النبيذ المنتج من عنب كروم حيوية يفترض أنها لا تستخدم أسمدة ومواداً كيماوية. لكن الكمية في العنب الحيوي كان أقل بثمانية عشرة مرة مما يحتويه عنب الكروم العادية غير الحيوية.

 (DW)

أربعاء, 11/07/2018 - 18:00