الشعب اليمني يصنع الملاحم على الساحل الغربي

جمال كامل

ما يقارب الشهرين وقوات التحالف التي تقودها السعودية والامارات لم تحقق اي انجاز ميداني على الارض رغم انتهاك كل الخطوط الحمراء الانسانية والاخلاقية وحتى الدينية والعربية في مستوياتها الدنيا، بفضل صمود وتضحيات الشعب اليمني التي تجاوزت حدود الملاحم الكبرى.

من الصعوبة بمكان تفسير ما يجري على الساحل الغربي لليمن في اطار قوانين وضوابط العلوم العسكرية المتعارف عليها ، فالصمود الاسطوري لمقاتلي انصار الله والجيش اليمني واللجان الشعبية، الذي افشل وعلى مدى شهرين، رغم قلة الناصر وشحة الامكانات والى جانب الحصار الظالم، هجمات جحافل العدوان رغم التخمة في الإمكانيات العسكرية، والدعم الواضح والفاضح لأمريكا والغرب والصهيونية العالمية التي انضوت في حلف غير مقدس من اجل اركاع الانسان اليمني العزيز والعنيد.

لا يمكن وصف ما تقوم به طائرات التحالف السعودي الاماراتي يوميا وعلى مدار الساعة منذ ما يقارب الشهرين، وهي تقصف بشكل عشوائي المناطق السكنية وحتى المدارس التي تحولت الى ملاجئ والمستشفيات والشوارع في محافظة الحديدة وعلى الساحل الغربي ومحافظة صعدة، الا بسياسة الارض المحروقة بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى.

الملفت ان كل هذا القصف العشوائي المتواصل والمدعوم امريكيا وبريطانيا وفرنسيا و«إسرائيليا»،لم ينجح في اعطاء مرتزقة العدوان جرعة من الشجاعة لمنازلة مقاتلي انصار الله واللجان الشعبية والجيش اليمني على الارض، فبعد كل الضجة الاعلامية المخزية التي قامت وتقوم بها وسائل الاعلامية التابعة للعدوان وفي مقدمتها قناة «العربية» السعودية خلال  الشهرين الماضيين،حول الانتصارات الوهمية، تبين وبشهادة الاعلام الغربي الموالي للسعودية والامارات، ان القوات الاماراتية والسعودية لم تنجح حتى الان بالسيطرة على مطار الحديدة!!.

لا يمكن فهم عجز «جيوش» التحالف و«جيوش» مرتزقته من التقدم على الساحل الغربي، رغم ان مواقع انصار الله والجيش اليمني تقصف ليل نهار من البحر والجو والبر، ليس باستخدام احدث الاسلحة الغربية فحسب، بل بمشاركة غربية مباشرة في العدوان على الشعب اليمني، الا بمعرفة الانسان اليمني المجبول على الكرامة واباء الضيم والنفور من الخنوع والذلة وعشق الحرية والعزة والسؤدد، وهي صفات كانت ومازالت فخا لكل من تسول له نفسه بالعدوان على الشعب اليمني على مر التاريخ.

هذه الصفات الاصيلة في الانسان اليمني هي التي تفسر فشل التحالف السعودي الاماراتي من تحقيق اي انجاز في العدوان على الساحل الغربي وتحديدا في الحديدة، رغم المجازر والحصار والامراض والاوبئة والمجاعة، فكل هذه الصعاب الى جانب جريمة العدوان البشعة، لم تكسر ارادة  هذا الانسان وتدفعه للإستسلام امام فراعنة العصر ونماردته.

منذ اربع سنوات من فرض اغنى الدول العربية بمساعدة اقوى الجيوش «العربية» و«الاسلامية» وبدعم غربي «اسرائيلي»  كبير، ولم تحقق السعودية والامارات اي انجاز على الارض، غير «انجاز» واحد، ونحن اول من يقر بذلك، هو «انجاز» افساح المجال امام الجماعات التكفيرية وفي مقدمتها القاعدة و«داعش» في التمدد على الجغرافيا اليمنية،لتعيث فيها خرابا الى خراب العدوان.

انطلاقا من طبيعة الانسان اليمني ومن معرفة دقيقة بتاريخه الطويل، تنبأ الصحفي المصري الشهير محمد حسنين هيكل، بمصير العدوان على اليمن منذ بدايته في عام  2015 ،عندما اكد وبالقطع ان الدور السعودي سينتهي في اليمن وإلى الأبد، وان السعودية  ومن ورائها ومن تحالف معها سيفشلون في حربهم على اليمن، وأن اليمنيين سينتصرون في النهاية. ونبوءة هيكل هذه يبدو انها بدأت تتحقق على وقع ملاحم الحديدة التي يصنعها ابناء اليمن الاصلاء.

 

خميس, 12/07/2018 - 08:53