كيف نجعل كورونا سبب النهضة وطنية !

التراد ولد سيدي

إننا بحول الله وبشيء من التفكير يمكننا- بعد مقاومة مجدية للوباء - وضع سياسات تشكل بداية نهضة تنموية تحول فترة الوباء ومقاومته إلى فرصة لرسم سياسات تأخر رسمها رغم الحاجة لها .
إن توقف ماكينة الإنتاج المتواضعة عندنا رغم اهميتها وتأثر حركة التبادل مع الخارج الذي نعتمد عليه في كل شيء تقريبا .وتاخر برنامج شركات التعدين وخصوصا شركة ب . ب . النفطية التي كانت بصدد بدء استخراج الغاز في مختلف الحقول المكتشفة .كل ذلك أتاح فرصة تفكير في تنشيط عمل بعض القطاعات و وضع أسس جديدة لاقتصاد يتوجه نحو الاكتفاء الذاتي في مجالات مهمة في قطاعات الزراعة بشكل رئيسي وفي قطاعات صناعية يعتمد بعضها على قطاع الزراعة .إننا في الوقت الذي تقاوم تاثيرات الوضع علينا أن نركز على توجيه الجهد للأكتفاء من الحبوب القمح والرز وتوسيع زراعة الخضراوات والفواكه وزرع مساحات بقصب السكر لترسيخ صناعة السكر وزرع مساحات بالقطن لنبدأ في إنشاء مصانع غزل ونسيج تمكننا من بدء صناعة نسيجية نؤمن منها ملابسنا فمانتكلف من مال لاستيراد منسوجات أقل القليل منها هو المفيد يجعل تخصيص مساحات لزراعة القطن في غاية الاهمية وإنشاء مصانع غزل ونسيج تعتمد على القطن المزروع.. إن توجيه الجهد نحو الزراعة ونحو الصناعات التي تعتمد على ما نزرع يشكل أقصر طريق للاكتفاء الذاتي وبدأ طريق التطور الصناعي 
إن تكلفة هذ التوجه منخفضة وفوائده كبيرة .فلنجعل هذا الظرف الذي فرضه علينا الوباء فرصة لنصحح سياساتنا الزراعية - الصناعية وولوج مرحلة جديدة تفتح الطريق لنا لنمو وتطور غير مسبوقين. لا يمنعنا من تحقيقهما إلا بدؤ التوجه لتحقيقها وتعبئة وسائل محدودة لا ترقى إلى حجم مايكلفه الاستيراد الذي نعتمده اليوم. مع الفارق الكبير في النوعية سواء في المنتوج الزراعي الذي كثيرا ما استهلكنا منه عناصر غذائية مخلوطة بمواد كيميائية او مشكوك في صلاحيتها لاسباب مختلفة أو وفي المنسوجات التي كثير منها تنقصه الجودة ومع كل العيوب في المواد المستوردة فإنها مكلفة جدا
إن التوجه بقوة نحو زراعة الأراضي الصالحة للزراعة وتنويعها سيحولنا في وقت قصير إلى بلد صاعد
ينخفض فيه الفقر وتتحسن فيه ظروف السكان و نجني ثمرة المجهود الذي بذلنا لقهر الوباء بحيث نقهر
الركود وضعف الإنتاجية والاعتماد على استيراد كل شيء ونصبح مصدرين لفائض إنتاجنا في مرحلة غير بعيدة.

خميس, 25/06/2020 - 10:06