الربيع الأول للعهد الجديد: ربيع الأمل في المنجزات الكبرى

اسماعيل اياهي

لقد لفت نظري من كل ما قيل من خلال المنصات والتصاريح الإعلامية المتعلقة بإحياء ذكرى وصول الرئيس الغزواني إلى الحكم أمران أولهما: حجم المنجزات الاقتصادية خاصة في الميدان الزراعي التي تفضل بتقديمها الوزير الأول  السابق يحي أحمد الواقف وذلك بالرغم من الظرفية الصعبة محليا ودوليا .

والأمر الثاني : التصريح الذي تفضل به الوزير أحمد سيد باب للتلفزة الموريتانية والذي كان فيه صادقا كعادته كلما تعرض للقضايا الوطنية الكبرى حيث أثنى على الرئيس وتأمل فيه خيرا لموريتانيا ...

     وشاء الله أن يكون البيان الذي دعم فيه السيد أحمد ترشح الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني قد جاء متزامنا مع البيان الذي أصدرته أنا ومعي شخصيات وازنة مثل الوزير يحي ولد منكوس والأستاذ المصطفى السالك ولد سيد أحمد دون سابق لقاء ولا تنسيق من أي نوع كان . فما رأيناه جميعا في الرجل أعني محمد ولد الشيخ الغزواني من صفات وأفكار منها ماكنا نعلمه عنه سلفا ، ومنها ما اشتمل عليه خطابه الشهير في مارس 2019 . كل ذلك كان لنا إضاءات ومرشدات تدفع إلى دعمه ومساندته دون تردد . لأن البلد يحتاج أمثاله ، خاصة في فترة زمنية قاسية تشرذم فيها شعبنا المسلم المسالم الصبور المتسامح ، وانقسم حسب متواليات هندسية لاطائل من ورائها أبدا ولا مبرر لها أصلا استنادا إلى رصيده من القيم الإسلامية الراسخة في ثنايا عقيدة وثقافة هذه الأمة بمختلف مكوناتها المتماسكة المتضامنة عبر التاريخ القديم منه والحديث . فالذين يزورون بوادينا وقرانا وأريافنا وحواضرنا سيجدون أن اللحمة قوية وأن الأواصر في القرابة والمجاورة والمساكنة والمصاهرة بين أفراد وجماعات شعبنا راسخة رسوخ هضاب تكانت وآدرار ولعصابة وتيرس، ومنسابة صافية ، انسياب وصفاء مياه النهر وشلالات أفلا

      ولعلنا لا نجافي الحقيقة إذا قلنا أن من العبارات ما هو صادم مثل ما نسمعه أحيانا عند بعض السياسيين من أن الوحدة الوطنية <<هشــــة>> وهي ليست هشة قطعا والدولة <<غير موجـــودة>> فهذا الكلام مثبط ولا داعي له حقيقة . وإذا كان الأمر كما يقولون – وليس كذلك طبعا- فماذا يصنع الجندي الذي يضع أصبعه على الزناد يحرس الحدود ويحمي حمى الحوزة الترابية لبلد له كل مقومات الدولة؟ فلنتق الله إذن في أنفسنا وفي شبابنا وهو في مهب عاصفة العولمة والتكنولوجيا الجارفة وطغيان المادة على القيم والمثل العليا...

        مما لاجدال فيه ، حقيقة ، أن الدولة تحتاج إلى ورشة كبرى تصلح الخلل المتراكم وترسخ قيم الوطنية وتضع الخطط وترسم الغايات والأهداف العامة على المديين القريب والبعيد بدقة وعلمية وواقعية

       ولعله من المفيد أن نشير إلى أن الدولة في العصر الحالي تحتاج أكثر إلى المهندسين والاقتصاديين والخبراء من جميع التخصصات مع الاستفادة من كل الطاقات بعد ذلك ... وأن يعطى فيها للقطاع الخاص الدور المحوري كرافعة تمتص البطالة وتنمي روح المبادرة والمنافسة مما سيترتب عليه ارتفاع في الدخل وفي الاستثمار وفي التشغيل حسب ما هو معروف لدى أهل هذا الفن .

        إما عام واحد أو ربيع واحد ، وهو ربيع الأمل عندنا وعند جميع الوطنيين الأوفياء لهذا البلد أرضا وشعبا ودولة ، فقد مر بمراحل ومحطات نذكر منها وليس بأقلها شأنا إلتفاف الشعب الموريتاني ونخبه السياسية من أحزاب ومجمتع مدني ومستقلين ومعارضة ، حول الطرح والنظرة الرشيدة التي جاء بها خطاب الترشح لرئاسة الجمهورية . ذلك الخطاب الذي احتضن فيه الرئيس غزواني ، بصدق وصراحة الشعب الموريتاني بمراحله المختلفة وتجاربه السابقة مع الاعتراف بالإيجابي من أعمال وإنجازات من سبقوه من الرؤساء دون التنكر لها وهذا هو عين الصواب الذي يدل على سعة أفق القائد العاقل الذي لايحمل حقدا دون مبرر . ولعل هذا ما عناه أحدهم بقوله :

لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب        ولا نيل للعلى لمن طبعه الغضب

وفق الله الرئيس وأعانه على مهامه الجسيمة .

 

خميس, 06/08/2020 - 13:41