من ارشيف الصفحة

حبيب الله أحمد

لحظة شعر
مع شيخنا عبد الرزاق عبد الواحد
معه يسائل جمله الصابر الشجاع الذى سار ومخرز الموت فى كفيه منشتل
يسائله عن قدرته على التحمل والسير بين حرائق وطن وجنائز شعب وعاديات أمة
وجمل عبدالرزاق هو مثل ناقة غيلان مي...مثالان للصبر والأسى والشجن وصرختان فى زمن بلازمن ومكان ضاع منه المكان وإشراقتا أمل يستحث فجرا قادما وطوفانا يغسل كل خطايا الماضى والحاضر وشمسا تشرق حرية وكبرياء على المضارب والحواضر والخيل والرجال وتستقر أشعتها بريقا لا ينطفئ بين عينى محبوبة هي وطن وشعب وامة وقضية
( الآن ضـاقتْ على أقدامـكَ السـبلُ
فانظـر إلى أين تمضي أيها الجـملُ !
أمسِ أحتملت بعـذر الصبر مخرزهم
والـيوم قل لي بـأي العذر تحـتملُ ؟!
والصبر لو كان في محض الأذى كرم
لكن على الذل صبراً..كيف يا جـملُ ؟!
وبيننـا وطـن تـدمى كـرامـته
وكـل مـوضع عــز فيه يبـتـذلُ
دمٌ مــراقٌ ، وأعـراض مهـتكةٌ
وأرض اغـتصبوها حـيثما نـزلــوا
تصيح عـذرتها بالناسِ : وا شرفي
والناس .. لا امرأةٌ فيهم ، ولا رجـلُ !
كــأنهم كلهم ماتـوا فـلا أحـدٌ
إلا الـطفولةُ والأحجـار تـقـتـتـلُ !
وأنتَ تنظـرُ ، والأبصارُ شاخصةٌ
إليكَ .. والغـدُ ، والتاريخُ ، والمـُثـُلُ
ماذا ستفعل ؟.. هل صبراً كسابقِهِ ؟
إذن فمـوتكَ أجـدى أيـهـا الجمـلُ ! )

أربعاء, 23/09/2020 - 18:43