أليس من الخطإ أن نسكت ؟

.أحمد ولد المختار

لا أريد أن أقول إن العرب يتحملون مسؤولية ما وصل إليه الوضع العربي في هذا الزمن الرديئ لأن هذا الكلام وما يتضمنه من محاسبة ومراجعة للذات قد قيل من قبل ولم يُفد شيئاً .

لكنني أقول إن السياسة الحكيمة الرشيدة الموفقة التي ينتهجها القادة العرب لم تأت بنتيجة تذكر والحال يزداد سوء (منذ احتلال الأراضي وحتى مرحلة التجويع والإبادة) .

فهل سيغيرون من سياساتهم وقناعاتهم التي انتجت واقعاً كهذا؟.

لا أريد من العرب أن يتحدوا ويقفوا في وجه سياسات الولايات المتحدة لأنها القوة العظمى بما لديها من تكنلوجيا خارقة وتفوق عسكري واقتصادي وسياسي يجعلها قادرة على فرض سيطرتها على العالم.

سيطرة سياسية على إرادات الشعوب والأمم من خلال (منظمة الأمم المتحدة)، سيطرة عسكرية ( حلف الشمال الأطلسي والأحلاف العسكرية واتفاقيات الأمن المشترك التي تربطها بمعظم دول العالم)، سيطرة اقتصادية ومالية واستراتيجية (منظمة الجات البنك الدولي، صندوق النقد الدولي، الأسواق الآسيوية والخليجية وكل المناطق الحيوية في العالم) .

هذه القبضة الفولاذية تمكن الولايات المتحدة من تمرير مخططاتها، ومن الطبيعي جدا أن تلتقي مصالح الدول الموجودة على الكرة الأرضية مع مصالح القوة الكبرى وحتى تلك الموجودة على المريخ أو زحل وغيرها.

لا نجاة من التعامل مع العملاق الأمريكي إذا كنت تريد أن تأمن من الخوف والجوع !!.

لكن أليس من الخطإ أن نؤيدها وندعمها ونساعدها حتى عند تجويع بعضنا البعض وتشريده وتقتيله؟ .

أليس من الخطإ أن نسكت ونشدَّ على يدها بقوة وهي تضربنا بقوة وفي العمق؟.

إننا لا نملك قوة للردع والمواجهة للدفاع عن النفس بسبب التخاذل والتشتت وأصعب شيء أن لا نملك القدرة للسيطرة على قراراتنا التي قد تؤدي إلى دمار شعوبنا وليس تبعيتها فقط .

إن مصير شعوبنا كعرب يخضع أكثر من أي وقت مضى لقرار مزعج يمكن للإدارة الأمريكية أن تتخذه في أي وقت تشاء:( الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، صفقة القرن الجارية على قدم وساق وهلم جرا...).

إن ساكن البيت الأبيض يحرك من موقعه أحداث العالم وتؤثر انفعالاته ونزواته على الحياة اليومية لسكان الكرة الأرضية، فهو الآن يريد أن يقضي على الشعب الفلسطيني الأبي أليس من الخطإ أن نسكت؟.

إن منظمة الأمم المتحدة جاءت أساساً لتخدم مصالح الدول المنتصرة التي أسستها لتكون قناة شرعية -في الظاهر - تحاك منها المؤامرات وتنفذ من خلالها المخططات (ما حصل للعراق) لذلك لا ننتظر منها أي دور منصف.

لقد عاش العرب أحداثاً مؤلمة وأغلبهم شهودٌ على تصرف الأمم المتحدة حيالها وكيف كان تعاملها بمكياليين في القضايا العربية إذ لا تكون متوازنة فيها، ولا موضوعية .

كما أن قراراتها لم تكن يوماً ملزمة إلا للعرب، أما إسرائيل فليست ملزمة لها لأنها محمية من القوة العظمى .

إن وقوف العرب مع بعضهم بعضاً ومعالجتهم لقضاياهم هو العمل الأكثر أهمية بالنسبة لهم، نظراً لترابط المصالح وتشابكها فيما بينهم . وليس من الحكمة أبداً قطع العلاقات بين هذه الدول وبعضها البعض ولا فرض الحصار بينها، كما شهدنا في السنوات الماضية كسابقة من نوعها تتعرض لها دولة عربية شقيقة .

إن سياسة الاعتماد على الحليف التي ينتهجها العرب أثبتت فشلها فلم تطور الاقتصاد ولم تساهم في حل القضايا الشائكة كما هو جلي وواضح .

وقد آن الأوان للبحث عن مخرج يطور العلاقة مع الحليف ويخضعها لبعض المتطلبات الضرورية وهو أضعف الإيمان .

Facebook Twitter  WhatsApp Partager
 

اثنين, 19/10/2020 - 12:54