مهلا أيها الناعون

فاطمة بنت محمد بن محمذن فال

انتقل الى رحمة الله ومغفرته الواسعة المفوض محمد ولد النهاه سليل أسرة التقوى والفضل والبطولات لمرابط سيد محمود، وهذه مناسبة أليمة تتتدفق فيها مشاعر الحزن  لتختزل آلاما طالما احتضنها مرفأ الذكريات.

مات والدى القاضى محمد بن محمذن فال الذى توفي فى 23 يونيو 2006، والآن نفقد عزيزا آخر هو المفوض محمد ولد النهاه الذى توفي14 دجمبر 2020 ..وبين كل هذه السنين تتربع سنة 1983على عرش الذكريات ! فقدكان والدى رئيسا للمحكمة القضائية فى اطار التى زارها الرئيس محمد خونة ولد هيدالة فى هذه السنة وجرت العادة فى ذلك الوقت ان  يعقد مؤتمر للإطارات حيث تناول والد نا الكلام  مركزا على مسألتين 

إلغاء الرق ومسألة تطبيق الحدود الاسلامية  وهما القضيتان اللتان كانتا فى ذلك الوقت من موائد الاستهلاك السياسى علما بأن الرق تم إلغاؤه مطلع سبعينيات القرن الماضى عندما كان الرئيس المختار محل اجماع ..

-بشأن الرق اوضح والدي القاضى نقطتين 

الأولى ان هذا النوع من القرارات لايكتسى أهمية الا إذا تم من قبل قائد مجمع عليه و وانت -يقول القاضى- لست محل إجماع - فقد استلمت السلطة فى ليل بهيم  لايزال ظلامه الدامس يعمينا..

-الثانية أن الارقاء السابقين يحتاجون الدعم بكل انواعه وأن الأمم المتحدة قدمت هذا الدعم ولكنه مر عبر قنوات أخرى غيرهم،  فلماذا لاتقدم لهم ما تقدمه لجماعة البوليزاريو؟

بشأن تطبيق الحدود أوضح أنه لايمكن أن تطبق إلا من قبل من هو محل إجماع على عكس الامر بالنسبة لولد هيدالة الذى قتل من قتل فى السادس عشر من مارس 1981 بمجرد انقلاب وهو نفسه وصل إلى السلطة بانقلاب كما انه أي الرئيس أولى بتطبيق حد السرقة  فهو الذى يبعث بأموال الخزينة الى البوليزاريو الى غير ذلك ..

تم استدعاء المفوض محمد ولد النهاه الذى كان يشغل آنذاك منصب مدير الأمن الجهوى فى آدرار من قبل الرئيس هيدالة صحبة والى آدرار السيد اشريف ولد محمد محمود واخبرهم الرئيس بما يريد وهو تكبيل القاضى وأن يضعوه أمامه أولا ثم يرسلوه للسجن 

تدخل المرحوم محمد ولد النهاه فقال: 

"ياسيادة الرئيس من الناحية المهنية لا أنصحكم بهذا فهذا الرجل لا يخل بالأمن مطلقا ولاينتمى الى أي جهة تهدد الامن  والتصرف ضده بهذا الشكل يثير من المشاكل اكثر مما يقدم من الحلول".

"أما من الناحية الشخصية فله من الاخلاق والدين ما يجعلنى لا أستطيع إلحاق أي أذى بمن هو فى هذه المنزلة من الكمال العلمى والاخلاقى والدينى فابحث عن غيرى ليقوم بما تطلب". 

التفت ولد هيدالة الى الوالى اشريف ولد محمد محمود مطالبا إياه بنفس التصرف فقام بنفس الرد وأضاف اعتبرنى مستقيلا من هذه اللحظة 

رحم الله أبي ومحمد ولد النهاه واشريف ولد محمد محمود برحمته الواسعة.

وأمد فى عمر الإدارى المحامى الوزير يحيى ولد سيد المصطف الذى كان من رواد هذه المدرسة مدرسة الشهامة والعز والمواطنة فلم يقبل يوما أن يكون ظلم المواطن جسرا يعبر إليه لتحقيق حظوة أو أية مكاسب من قبيل ما يطمح له التافهون.  

لولم يقم محمد ولد النهاه واشريف ولد احمد محمود برفض ذلك الظلم ما ذا كان سيحدث؟ ولو كان أمثال هؤلاء الرجال موجودين فى بطانة كل رئيس لما كان كل رئيس يلعق اصابع الندم والحسرة.

كان الوزير يحيى ولد سيد المصطف من رواد مدرسة الشهامة فى الادارة الموريتانية التى يبدو ان منطقة العصابة خصها الله بها ..

فكانت بمنزلة العاصب لأبناء هذا الوطن فلم تقبل أن يذل يوما أحد أبنائها أو يضطهد بأيديها !

 فهنيئا لمنطقة العصابة بابنها الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى الذى كانت فترة مأموريته على رأس القوات المسلحة فترة عطاء دافىء لم يظلم فيه احد، بسط فيه الامن على الربوع بعد ان كادت تعود الى حضن السيبة،  

وهنيئا لموريتانيا بهذا العاصب الأبي المتمثل فى منطقة العصابة -مصنع الرجال - عالمها يصدح بالحق ليل نهار (محمد ولد سيدى يحي )

مفوضها يجل العلماء ويحمي المواطنة

 -إداريها يصون القانون ويقوم اعوجاج قادته ولايستضعف مرؤوسيه ..فلا نامت اعين الجبناء الذين يقدمون ابناء وطنهم قربانا  لكلب حراسة تافه.

أربعاء, 16/12/2020 - 09:39