هل كان ولد الطايع قوميا في مرحلة معينة

الشيخ معاذ سيدي عبد الله

من المعروف أن ثقافة الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع، ثقافة تدين في أغلبها لتكوينه باللغة الفرنسية، على غرار جيله من العسكريين الذي التحقوا مبكرا بالقوات المسلحة الوطنية وساهموا في تطويرها، بعد أن تحصوا على تكوينات ممتازة في المدارس العسكرية الفرنسية تحديدا..
بداية سنواته الأولى في الحكم اهتم ولد الطايع بتعلم اللغة العربية، وقد ذكر أحد وزرائه ( في فيديو موجود وموثق) أنه فرض على بعضهم الحضور لحصص تقوية في اللغة العربية كانت مقررة في القصر الرئاسي...
والحقيقة أن المراقبين لاحظوا تحسنا كبيرا في لغة ولد الطايع العربية بعد كل خطاب يلقيه ...
لكن اهتمام ولد الطايع بالعربية كلغة يقابله نفوره المشهود من الحركات القومية ، فرغم إطلاقه سراح المسجونين من قيادات ومنتسبي التيارين البعثي والناصري غداة انقلابه، فإن علاقته بهما لم تكن بالقدر المنتظر منها، بل انها توترت كثيرا وظهر القوميون في أحزاب معارضة للرجل أكثر من حضورهم في حزبه هو ( الحزب الجمهوري)...
منذ يومين وأنا منكب على كتاب ولد الطايع ( نجاة العرب) وهو كتاب أقرب في بنائه إلى مسرحية طويلة، غير رمزية وذلك لأن الأسلوب الحواري الذي اعتمده في الكتاب يتجاوز حجم الحوارية المطلوبة في فن القصة والرواية..
ما لفت انتباهي في الكتاب هو إيمان ولد الطايع بالعروبة كقيمة وفكرة يمكن أن تحقق تضامنا ووحدة لا يمكن أن تحققها الاديولوجيات المناوئة..
وقد وصل الأمر بمعاوية إلى تخصيص فصل لضرورة التخلص من اللهجات الاقليمية ( العامية )...
ينهي معاوية كتابه وحواريته باقتراح أسلوب مبتكر يمكن العرب من وضع حد للإرهاب والحروب الأهلية والفتن...
الكتاب يطفح بعقل حكيم ومجرب وحادب على العرب ..
فهل كان ولد الطايع قوميا عروبيا؟
هل كان في سياسته الخارجية أكثر عروبة أم أفرقة؟
وهل تخلى عن العرب في ممارسته للحكم بينما تمسك بالعروبة؟
شخصيا : لقد جعلني كتاب (نجاة العرب) أومن بضرورة قراءة  ولد الطايع من جديد، وهي قراءة ستكون أكثر متعة لو صدرت عن أحد رجالاته أو أصدقائه الذين كانوا يعرفونه عن قرب ويملكون من المعلومات غير المنشورة ما يؤهلهم لذلك..
حقيقة نحن بحاجة لشهادات حية عن علاقات ولد الطايع بالقوميين العرب، وهل كانت لهم مساهمة في انقلابه على الرئيس هيدالة؟..
خاصة أن البعثيين يعتبرون استماتتهم في الدفاع عن القصر الرئاسي عشية محاولة انقلاب 16 مارس وسقوط ضحايا محسوبين عليهم ( من أشهر من قضوا في تلك المواجهة المفوض اندحبيب ولد سيدي)  منّة لم يقدرها لهم الرئيس هيدالة، وقد ذكره الشاعر فاضل أمين بذاك الموقف في احدى قصائده.
فمن من وزراء ولد الطايع أو زملائه أو معارفه (الكُتّاب) لديه جزء من الجواب ؟..

أربعاء, 30/12/2020 - 13:20