خلاصة صباحات الكدح أوكل بايدك

أحمد ولد إسلم

(في نهاية المنشور بعض التجارب أرجو المشاركة فيها)

أكملت اليوم شهرا من رصد صباحات الكادحين في نواكشوط، لم يكن عملا مخططا له، جاءت الفكرة حين كنت أتمشى صباحا فلفت انتباهي بعض الناس ممن يبكرون إلى أعمال قد تبدو شاقة لكثير منكم، لكنها بالنسبة لهم تشكل مصدر دخل يغنيهم عن السؤال.  

طرحت البارحة سؤالا عن  مشاريع صغيرة يمكن البدء بها برأس مال قليل لا يتجاوز خمسمائة ألف أوقية قديمة، وجاءت الإجابات كثيرة ومتنوعة، وأسفرت عما كنت مقتنعا به، وهو أن الأزمة ليست في وجود الفرص، بل في كسل الشباب. 

لن يفيد تنظيري في هذا المجال، ومن يرغب في العمل لا يحتاجني، ومن لا يرغب فيه لن تفيده كلمات في منشور على فيسبوك يختفي خلال ساعات.

ما أريد التعبير عنه – وإن لم يصادف هوى في نفوس البعض- هو أن من العيب أن يتكدس الشباب على فرش المنازل صباحا، يستجدون أمهاتهم أو أخواتهم أو آبائهم للحصول على ما يشترون به بطاقة رصيد لتصفح إنجازات الآخرين في الأنترنت، دون أن يحرك ذلك فيهم شعرة نخوة أو إحساسا بالذنب. 

متطلبات الحياة تغيرت، وما كان متاحا من التعاطف والتضامن الاجتماعي لم يعد ممكنا في الظروف الحالية، من لا يعمل وهو قادر على ذلك لا يستحق الاحترام. 

المدنية المعاصرة لا تعترف بـ  كبر_خمية_البو، قد يكون أبوك شريفا وشيخا لقبيلته وأجدادكم من الصالحين، لكن بائع الرصيد في الشارع لا يعرفهم، ولن يمنحك بطاقة 50 أوقية جديدة إذا لم تدفع ثمنها. 

وسائق التاكسي لا يعرف أنك  ول الصالحين، ولن يوصلك إلى بيتك ما لم تدفع 100 أوقية قديمة. 

مكانتك في المجتمع المعاصر متربطة بنجاحك الشخصي، وحين تنجح لن يسألك الناس كيف وصلت إلى هنا. 

إذا وصلت إلى هذه النقطة من المنشور فجرب بعض هذه الأمور وأخبرنا النتجية: 

استدع أوسط الأطفال في البيت، واسأله عن اسم جده الرابع؟ 

اسأل صاحب البوتيك الذي تشتري منه كل يوم هل سمع اسم جدك الثالث؟

اطلب من التاكسي الذي ستركبه أن يعرج بك إلى منزلك مجانا مقابل أن تدعو له بصلاح الدنيا والآخرة، أخبرنا إذا وافق على طلبك. 

اطلب من بائع الملابس أن يقدم لك قميصا قطنيا هدية لأجدادك الصالحين، وقل لنا كيف كان رده؟ 

إذا فشلت في أي من التجارب السابقة، فكر في عمل يكسبك دخلا إضافيا، حتى ولو كنت موظفا يتقاضى راتبا ثابتا، صدقني وعن تجربة عمرها قرابة عشرين عاما، "الراتب يعصمك من الفقر، ويحرمك من الغنى" كما يقال فلا تعتمد عليه. 
دامت أيامك بالمسرات عامرة

اثنين, 04/01/2021 - 12:59