إيطاليا: رئيس الوزراء جوزيبي كونتي يقدم استقالته ويغرق البلاد في أزمة سياسية جديدة

رئيس الوزراء الإيطالي المستقيل جوزيبي كونتي.

قدّم رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي استقالته الثلاثاء إلى رئيس إيطاليا سيرجيو ماتاريلا، في محاولة لتشكيل حكومة جديدة تمتع بغالبية أكبر.

 

لكن كونتي كان قد ترأس صباح الثلاثاء اجتماعا لمجلس الوزراء لإبلاغ الوزراء بنيته الاستقالة قريبا، ما يشير إلى أزمة أخرى في التاريخ السياسي الإيطالي. وكان أخذ علما الاثنين بتعذر إيجاد غالبية برلمانية جديدة بعد انسحاب الحزب الصغير برئاسة رئيس الحكومة السابق ماتيو رينزي من الائتلاف.

 

ويأمل رئيس الوزراء المستقيل أن يحظى بتكليف من الرئيس ماتاريلا، سيكون الثالث منذ العام 2018، في محاولة لتشكيل حكومة جديدة وتطبيق خطة اقتصادية قيمتها أكثر من 200 مليار يورو تهدف الى تحريك ثالث اقتصاد في منطقة اليورو تضرر بسبب الوباء الذي تسبب بوفاة أكثر من 85 ألف شخص في البلاد.

 

جولة جديدة من المشاورات

 

واستقبل رئيس الجمهورية الإيطالية سيرجيو ماتاريلا ظهر الثلاثاء كونتي "الذي سلمه استقالة حكومته" كما جاء في بيان صادر عن الرئاسة. وأضاف "دعا الرئيس الحكومة الى مواصلة مهامها لتصريف الأعمال".

 

وأضاف ماتاريلا أنه سيبدأ جولة جديدة من المشاورات مع قادة الأحزاب لاستطلاع فرص المضي قدما بعد ظهر الأربعاء. ويتوقع أن تستمر المناقشات حتى الخميس.

 

وهذه الاستقالة تفتح الطريق أمام مشاورات رسمية حول سبل التغلب على الأزمة السياسية في إيطاليا. وذكر مكتب الرئيس الإيطالي في بيان أن ماتاريلا سيبدأ بعد ظهر غد الأربعاء مشاورات مع زعماء الأحزاب، وأنه طلب من كونتي البقاء في المنصب للقيام بأعمال رئيس الوزراء لحين انتهاء المحادثات.

 

وفقد كونتي أغلبيته المطلقة في مجلس الشيوخ الأسبوع الماضي عندما انسحب شريكه الأصغر حزب إيطاليا فيفا (تحيا إيطاليا) الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق ماتيو رينزي من ائتلافه بسبب خلاف حول أسلوب تعامل الحكومة مع أزمة فيروس كورونا والركود الاقتصادي.

كيف بدأت الأزمة؟

 

بدأت الأزمة السياسية مع سحب رئيس الوزراء السابق ماتيو رينزي (2014-2016) حزبه الصغير "إيطاليا فيفا" من الائتلاف الحاكم في 13 كانون الثاني/يناير بعدما انتقد لأسابيع كيفية التعامل مع الأزمة الصحية وخطط كونتي للإنفاق الاقتصادي.

 

وليتمكن من البقاء في السلطة وتجنب الاستقالة، واجه كونتي مذكرة حجب ثقة أمام البرلمان الأسبوع الماضي. وأتى التصويت لصالحه سهلا في مجلس النواب فيما واجه صعوبة في مجلس الشيوخ مع أكثرية نسبية بعد انسحاب أعضاء "إيطاليا فيفا".

 

وكان كونتي يجري منذ ذلك الحين مداولات مشحونة في الكواليس آملا باستقطاب برلمانيين مستقلين أو منشقين كانوا ليسمحوا له بالبقاء في السلطة مع تعديل وزاري. إلا انه لم يفلح في مساعيه.

 

وأضطر كونتي تاليا إلى اعتماد خيار تقديم استقالته آملا أن يوليه الرئيس ثقته مجددا ويكلفه تشكيل الحكومة.

 

كونتي يحاول تنجنب الهزيمة

 

واعتبر ولفانغو بيكولي من معهد "تينيو" للدراسات مساء الاثنين "حسابات كونتي تقوم على استباق الأمور وتجنب هزيمة مهينة في مجلس الشيوخ، ليزيد بذلك فرصه بالحصول على تكليف من ماتاريلا لتشكيل الحكومة الجديدة".

 

وقال الأمين العام للحزب الديموقراطي نيكولا زينغاريتي مساء الاثنين بعد إعلان كونتي، إن حزبه سيدعم تشكيل حكومة جديدة مع رئيس الوزراء المنتهية ولايته.

 

وكتب في تغريدة "ندعم كونتي على رأس حكومة جديدة مؤيدة بوضوح لأوروبا ومدعومة بقاعدة برلمانية واسعة تضمن الاستقرار لمواجهة تحديات إيطاليا الكبيرة"

وأضاف "تمر البلاد بإحدى أسوأ مراحل تاريخها بسبب الجائحة وتجد نفسها في أزمة حكومية عبثية. يجب أن نرص جميعنا الصفوف وراء جوزيبي كونتي".

 

وفي حال كلف مجددا تشكيل الحكومة سيسعى كونتي إلى توسيع غالبيته.

 

وللمفارقة قد يستفيد المحامي السابق الذي لم يسبق ان ترشح لأي انتخابات من استطلاعات الرأي.

 

فالانتخابات المبكرة لا تصب في مصلحة أحزاب الوسط واليسار إذ تظهر أنها قد تسمح لليمين بزعامة سيلفيو برلوسكوني (فورتسا إيطاليا) المتحالف مع اليمين المتطرف (الرابطة وفراتيلي ديطاليا) بالفوز.

 

 

فرانس24/ أ ف ب/ رويترز

ثلاثاء, 26/01/2021 - 17:31