ولكن تذكروا.!

 محمدن حبيب الله

وما جبنت خيلي ولكن تذكرت    مرابطها في بربعيص وميسر

لطالما سخر ندماء الأدب وسماره وتضاحكوا على حادثة امرئ القيس في جزيرة العرب حين ولت به فرسه أدراجها لما تذكرت وسط الوغى وفي أوج النزال مرابعها ومراتعها حسب المحارب والذي لا يختلف اثنان على أنه فعل فعلته وحمل جريرتها الفرس.

لقد ظلت هذه القصة أقبح عذر شهده التاريخ إلى إعلان وزارة التهذيب في بلادنا عن إجراء تقييم لمعلميها حيث تساقطت أعذار أقبح وأجبن مليئة إساءة لدى بعض، ومقلدة ببغائيا لدى كثر، لكن مصبها جميعا يصب حيث يصب عذر الملك الضليل.

أعلم أن الكلام في هذا الموضوع ينكئ الجراح لدى كثير من منتسبي القطاع ولكن الوطن أجل وأسمى والتعليم أحق أن يغربل من أدعيائه الذين يزيدون على 50% من منتسبيه من خلال تجربتي شخصيا حيث لم ألتق 10 معلمين إلا و5 منهم لا يصلحون للتحفيظ أحرى التدريس وهذا واقع لا ينكره إلا مكابر ولقد صرح أحد مسؤولي مدرسة تكوين  المعلمين بانواكشوط سنة 2017 أن السنين الماضية أثبتت له أن الذين ينجحون في المسابقة ليسو بالضرورة هم الذين يدخلون مدارس التكوين طارحا لغزا محيرا لكثيرين لكنه بالنسبة لي يجد الحل بعد الحل مما لا يسمح لي خلقي بنشره.

لا يختلف اثنان على أن غالبية الرفض الملوح به في وجه التقييم يحركه الهلع والخوف من النتائج لدى جبناء يختبئون بين فرسان الحرف والكلمة. وتركب النقابات تلك الأمواج مع الكثرة التي هي ضالتها المنشودة، رغم أننا نؤمن أن أكثر الناس لا يعلمون... لا يفقهون... لايعقلون... ويتتبع الباحثون عن العذر المستساغ كلام المسؤولين علهم يستطيعون ركوب كلمة أو تصريح لتسويقه.

والتسجيلات الأخيرة في دار النعيم تنبئ أن البحث لا يزال جاريا عن عذر يقنع الساحة.

 ورغم أن صاحب التسجيل غير الواضح والمفهومة أغراضه من سماعه  لم يسئ إلا لطاقم مدرسته الذين لم يستطيعوا تطبيق أبجديات أخلاق الحوار التي تطالب بالتناوب على الكلام ولا يخفى ذلك على معلمي الأخلاق وحسن السلوك.

ولقد بالغ ـ بالنسبة لي ـ معالي الوزير حين قال: إن 4% قادرون على أداء 80% من المطلوب، فالنسب وللأسف الشديد أقل من ذلك بكثير.

إن ما يجري اليوم من أحداث يؤكد ما يلي:

أن "لمرابط حاس بحرقة" وأنه لن يهدأ له بال ما لم تظل الأمور على ما هي عليه.

أن الوزير الحالي أمام معركة تاريخية قد تضاف لمعارك الاستقلال إذ لاتقل شأنا عنهم وإن نذر حربها بدأت ومن السبع الموبقات التولي يوم الزحف.

أنه لا مستحيل في طريق الإصلاح فلقد كان لكم في وزير الصحة أسوة حسنة يوم وقف ضده أباطرته وقالوا فيه ما لم يقل مالك في الخمر وظل يشق الصعاب جاعلا من المثبطات منشطات ومن العراقيل سلما للوصل للغاية.

أن المعلم القدير لن يخسر شيئا في التقييم بل سيستفيد من رفع اسمه من بين أسماء تدنسه وتشوهه وتلبسه ثوب العار.

أن الله على ما أقول وكيل.

خميس, 18/02/2021 - 19:30