الصلاة أيها الآباء والأمهات

شيخاني محمد يحيى

قال تعالى: (یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ قُوۤا۟ أَنفُسَكُمۡ وَأَهۡلِیكُمۡ نَارࣰا وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلۡحِجَارَةُ عَلَیۡهَا مَلَـٰۤىِٕكَةٌ غِلَاظࣱ شِدَادࣱ لَّا یَعۡصُونَ ٱللَّهَ مَاۤ أَمَرَهُمۡ وَیَفۡعَلُونَ مَا یُؤۡمَرُونَ)

[سورة التحريم 6]

الصلاة عماد الدين .

وهي أول ماينظر إليه يوم القيامة فإن قبلت نظر في بقية عمله وإلا بطل كل عمله .

أيها الأمهات الأمهات...

كان السلف الصالح رحمهم الله تعالى يحرصون على أن أمر أبناءهم بالصلاة .

حتى إن بعضهم كان يقول أريد أولادي صالحين و إلا فموتهم أحسن .

يبدوا أننا في زمن يتغير .

اليوم نرى رجالا يافعين ناضجين ولا يعرفون للصلاة حضورا في حياتهم .

ليس لأن آباءهم وأمهاتهم لا يصلون ، بل لأنهم لا يأمرونهم بها ، ولم يؤمروهم بها .

مع أنهم يعلمون أنهم لا يصلون .

لا أدري هل هذا لضعف إيمان ، أم أنهم لا يحبون مصلحتهم أم يخافونهم .

لم لا تأمر ابنك بالصلاة يا عبد الله ويا أمة الله.

شخصيا 

لو افترضت أنني ربيت جروا من الكلاب ، لما هان علي أن يلقى في النار .

فكيف بالبشر .

كيف بفلذات أكبادكم ؟ لحمكم ودمكم؟

أما تعلمون أن من مات متهاونا في الصلاة فله أربع عقوبات في الدنيا:

تنزع البركة من رزقه.

تنزع عنه سيمة الصلاح.

لا يرفع له دعاء .

يموت عطشانا .

واثنتان في القبر .

يضيق عليه قبره

يعذب في القبر.

و في الآخرة.

يعطى كتابه باليسرى.

ويلقى في جهنم .

هذا للمتهاون فيها فكيف بتاركها ، وفي الحديث: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فهو كافر .

في المثل الحساني ياسر الكفر دون ترك الصلاة.

أطابت أنفسكم أن تخلدوا للنوم ولا تدرون هل أدى أولادكم الصلاة أم ضيعوها .

إذا حدثتهم أن فلان لا يصلي قيل لك ندعو له بالهداية.

ولو أخبرتهم بأنه مريض .

كانت ستعلن حالة الطوارئ ويذهبون به إلى المستشفى ويحضرون الأدوية.

لن يكتفوا قطعا بالدعاء.

تعرفووا على نعم الله تعالى واحمدوها ، وحمدها صرفها في طاعة الله تعالى.

 

فلتكن لكم شفقة على أنفسكم ، وعلى أولادكم .

الخاتمة الحسنى هي صلاح الذرية .

فلما ذا تتركون ذريتكم للضياع ؟

أين أنتم من : أو ولد صالح يدعو له؟

ذريتكم هي أثركم في الدنيا .

هي ثمرة حياتكم .

فاتقوا الله تعالى فيهم .

فرصتكم هي في هذه اللحظات التي تشتركونها معم ، فعلموهم تقوى الله تعالى ، يصلحون لذاتهم ولكم ، وترون نتيجة ذالك عاجلا وآجلا .

أما من ترك أولاده بلاصلاة ، فقد تركهم بلا إسلام ، وهو أول من سيندم ، حين يرى بدل البر عقوقا ، وبدل النجاح فشلا .

وحين تأتي اللحظة ويوارى الثرى سيندم ولات حين مناص .

أولادكم أعمالكم ، فإن صلحت ، فطوبى لكم ، وإني فسدت ، عسر جبرها .

أعرف أن هناك من سيستاء من هذا ، وهو مستعد لإلقاء اللوم ، والدفاع عن أولاده ، لأنهم تعرضوا للهجوم ..

لكن صدقوني .... أنا ناصح مشفق لا عدو .

متأكد أن تحت الأرض آباء في نعيم لبر أبناءهم وحسن تربيتهم ، وهناك آباء شقووا لسوء تربية أبناءهم .

وأريد أن يكون لكم أثر صالح بعدكم .

بعض الآباء والأمهات جاهزون للدفاع عن ضياع أبناءهم .

لكن جهزوا دفاعكم أمام ملائكة غلاظ شداد في وقت تقولون فيه نفسي نفسي.

ألا إني قد بلغت .

اللهم فاشهد .

أربعاء, 10/03/2021 - 14:28