مشاعرة في البلاط الأردني :

الشيخ معاذ سيدي عبد الله

لأبناء مايابى دور  كبير في نشأة الأردن الحديث، فقد كانت جهودهم في القضاء والتعليم بارزة ومشهودة، وهناك من الأردنيين من يعتبر الشيخ محمد الامين الشنقيطي مطور التعليم الحديث في الأردن..
وكانت علاقة هؤلاء الشناقطة بالملك الأردني المؤسس عبد الأول معروفة، وقد حافظ ابنه الملك حسين على تلك العلاقة ومنحها ما تستحق من رعاية وتقدير..
كان هؤلاء الشناقطة شعراء، وكان الملك عبد الله الأول يعشق الشعر ويحب مجالسة الشعراء .

ذات يوم أهدى الشيخ حمزة العربي لوحة للملك عبد الله، كُتب فيها بخط جميل هذا البيت :

من أمّكم لرغبة فيكم ظفرْ == ومن تكونوا ناصريه ينتصرْ

فأجازه الملك عبد الله بقوله :

أقسمتُ بالله العزيز المقتدر == من أمّكم لرغبة فيكم ظفر

فأنشد عرار ( وهبي التل) :

يا سيدا من النبي ينحدر == قلب العدو إن رآك ينفطرْ

فأجازه الشيخ محمد فال الشنقيطي وكان يومها القاضي الشرعي للملكة الهاشمية:

أنت المرجى في الزمان المستعر == أنت ملاذ العرب في اليوم العسر

وعلى الفور أنشد عرار :
قد حصحص الحق فماذا تنتظر؟ == وأنت ذو الرأي السديد المختمر

فقال الشيخ محمد فال :

جنابك الزاهي هو الروض النضر == ومجدك الباذخ طود مشمخر

فقال عرار : 

إن الذي تقره حتما نقرْ == وكلنا بما تراه نأتمر

إنا على المولى توكلنا فسرْ == لأي دار شئتها فننتصر

فأنت هادينا بليل معتكر == إن عشيت أعين أفّاك أشرْ

وكان الدكتور ناصر الدين الأسد في دراسته ( الشعر الحديث في الأردن وفلسطين) قد اعتبر أن "هناك جذرا ثانيا من جذور الحركة الشعرية في الأردن، وسماه (شعراء بلاط الملك) وهم مجموعة عد من بينها الشنقيطيان محمد فال ومحمد الأمين" ...

من كتابنا ( نقد الشعر الفصيح عند الشناقطة ) - ص 402

( الصورة : الشيخ محمد الأمين بن محمد الخضر بن مايابى الشنقيطي رفقة الملكين الحسن الثاني والحسين بن طلال)..

أحد, 04/04/2021 - 10:40