سؤال فقهي!

خالد الفاظل

اليوم والشمس تكاد تجعل الدماغ يغلي، كانت لدي وصفة طبية لم أجدها مكتملة لدى صيدلية المستشفى العمومي التابع للدولة، كالعادة! إضافة لفحص لعينة من الدم داخل امبومبة زجاجية كان الذهاب بها إلى المختبر الخصوصي "موريلاب" ضروريا لأن مختبرات المستشفيات العمومية عاجزة عن الكثير من الفحوصات رغما أنها مملوكة للدولة بشحمها ولحمها، والمختبرات الخصوصية مجرد مشاريع يملكها أفراد فقط!

عندما وصلت للمختبر في ذروة الظهيرة، وبدأت إجراءات تسليم العينة قال لي المداوم هناك أن البيع والشراء في هذا الوقت محرم(قبيل صلاة الجمعة). فقلت له إنه توجد في المدوامة كما يبدو سيدات يمكنهن القيام بالمعاملات وترك الرجال يذهون لأداء صلاة الجمعة وأن الأمر متعلق بحياة الناس وهي كما أعتقد من الأشياء المقدسة. وقلت ذلك ليس فتوى مني طبعا بل مجرد رأي عاطفي ربما من مرافق مريض. قال لي المدوام إن الفقيه الفلاني افتاهم بضرورة غلق الأبواب وعن حرمة البيع والشراء في هذا الوقت..

خرجت من الباب متبوعا بسيدة في انتظار أن تنتهي صلاة الجمعة. طبعا أنا لم أتذكر أصلا بأن اليوم يوم الجمعة إلا أثناء النقاش مع عامل الاستقبال ورؤية الناس يفترشون ظلال المباني في انتظار تأدية الصلاة. عندئذ تذكرت في نفسي ضرورة الذهاب لتأدية صلاة الجمعة. لكن السيدة المرافقة افتتني بأن امبومبة الدم التي أحملها لا تعتقد بأنها طاهرة وإدخالها للمسجد وأكنافه ليس صائبا. كما خشيت بدوري أن تتكسر الامبوبة أو يصيبها مكروه آخر مما سيتسبب بضرر كبير.

السيدة المرافقة قالت إنها تنشط بالعمل الخيري وجاءت بفحص لإحدى الحالات المتابعة من طرف جمعيتهم، ويبدو أنها نفس الجمعية التي تكفلت مؤخرا بملف متابعة عملية زراعة كلية للطفلة الصغيرة جديلة بدولة مصر، أظن اسم الجمعية كما قرأته بالبطاقة ونطقته السيدة هو: "العطف والإحسان".

السؤال هنا؛ هل يدخل في حرمة البيع والشراء في وقت صلاة الجمعة عمل الصيدليات والمختبرات؟ مع العلم بأن بضاعتهم الخدمية موجهة غالبا إلى مرضى حالات بعضهم طارئة ولابد لها من التدخل العاجل؟ طبعا السؤال موجه لمن لديهم باع في الفقه ومستجدات العصر، ونصيب من الاجتهاد والورع والتعفف وقول الحق. وإن لم يكونوا في عالم التواصل الاجتماعي حبذا إرسال السؤال إليهم.

السؤال الثاني متعلق بالدم؛ هل يجوز دخول المسجد من أجل أداء الصلاة رفقة امبوبة دم ذاهبة للمختبر؟

أحد, 04/04/2021 - 11:02