صور مستقبلية من انتخابات الوهم

سيدي ولد محمد الأمين

أتذكر أنه في الانتخابات التشريعية والبلدية في 2006 أرهق الناس بثلاثة صناديق (البلدية - النائب المحلي - اللائحة الوطنية) وبعض المكاتب لم ينته فرزه إلا مع صبيحة اليوم الموالي!
في الانتخابات الحالية، هناك 5 صناديق: اللائحة الجهوية، المجلس البلدي، النائب/النواب المحليين، اللائحة الوطنية للنواب، اللائحة الوطنية للنساء. 
الصورة الأولى: لو افترضنا أن مكتبا سيصوت به 400 ناخب (نصف الحد الأقصى للمسجلين المسموح به في أي مكتب) فسيتطلب تصويتهم في أي مكتب على الأقل 10 دقائق (دقيقتين بالنسبة لكل صندوق) مما يعني أن عملية تصويت هؤلاء ستستغرق أكثر من 66 ساعة! 
وهو ما يعني أن التصويت سيستمر لمدة تقارب ثلاثة أيام! 
طبعا هذا متوسط حسابي تقديري، فعملية البحث عن شعار أحد الأحزاب في اللائحة الوطنية قد تستغرق وقتا خصوصا إذا كانت التعبئة على التصويت والتدريب عليه ضعيفة، هذا مع احتساب وقت للتحقق من الهوية والوجود على لائحة المكتب، ثم منح البطاقات المختلفة لكل صندوق، ثم عملية التأشير على الشعار المنتخب، ثم وضع البطاقة في الانفلوب إن كان موجودا ، وإلا عملية طيها، ثم وضع كل واحدة في الصندوق الصحيح.... ثم عملية غمس الأصبع في الحبر اللاصق.. 
وهو ما يعني أن البعض قد يستغرق نصف ساعة خصوصا البطيئين من أمثالي، ولكن الحمد لله على المقاطعة. 
ثلاثة أيام إذن.. ومن أجل ماذا؟
ليستمر ويستمرأ النظام العسكري الحاكم في ظلمنا وقهرنا وإشغالنا بألاعيبه وأحابيله عن قضية الحكم.
الصورة الثانية:: لو افترضنا أن نصف الأحزاب المتقدمة للوائح الوطنية للنواب ستوفد ممثلين لها فسيتطلب الأمر قاعة قصر المؤتمرات الجديد الرئيسية ليسعهم المكتب فبالاضافة إليهم سيكون هناك أعضاء المكتب وممثل اللجنة المستقلة للانتخابات إضافة للأمن الذي يحرس المكتب. 
وهؤلاء العيال على رأي أبي دلامة لا بد من مكان يؤويهم ونفقة تجري عليهم خلال الأيام الثلاثة! 

......................

نقلا عن صفحة الكاتب

أربعاء, 08/08/2018 - 16:24