ويفي الجيران!

خالد الفاظل

أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم على الجار، ودين الإسلام ليس فردانيا وموغلا في الروحانيات المغلقة دوائرها الضيقة على متذوقيها وحسب.  فالحسنات تتناسل أكثر كلما تقاسمتها مع الآخرين. وتعاليم الإسلام بعيدة تماما عن ثقافة الانزواء والأنانية والتعبد بأماكن مريحة ومعتمة دون الاحتكاك بمشقة الصبر والبذل وتبادل النعم والمحن مع جيرانك في الحياة. إذ أن المساجد وهي أماكن العبادة؛ تحث على التجاور عن طريق الصفوف المتراصة الخالية من الفراغات. والصلوات وهي لب العبادات تنتهي كلها بالسلام على من يليك..
كما أن المعاملات وعمقها هو الأخلاق مع الآخرين، نجد تعاليم الإسلام حثت فيها على ثقافة إفشاء السلام على من تعرف ومن لا تعرف، كما أوصت تعاليم الإسلام على الجار. اقتصاديا واجتماعيا ومعنويا ففي الحديث الشريف: (( ما زالَ يُوصِينِي جِبْرِيلُ بالجارِ، حتَّى ظَنَنْتُ أنَّه سَيُوَرِّثُهُ )).
ومن حقوق الجار اليوم أن لا تحجب عنه الويفي وإذا حجبتها حبذا لو أخذت ورقات صغيرة للغاية وكتبت فيها كود الويفي وأرسلته لجيرانك غير المتصلين بالشبكة. ربما يقول قائل وما يدريني أن جاري ربما يستخدم الويفي في غير المباحات. وما يدريك أن جارك الذي ترسل له البطبوط والسمبوسة والمحشي سيستخدم الطاقة المتولدة منهم في الظلم والتجبر والاعتداء على الآخرين. المهم هو حسن النية..
بيت القصيد. كنت هذا المساء أبحث عن شبكة للويفي تنبعث من الجيران. فإذا بواحدة مكتوب فيها ما معناه: " كود الويفي ميني گايلتو" أي لن أقوله. مما جلعني التقط صورة من شاشة الهاتف مع دمجها مع صورة الموقع الجغرافي لعل جارتنا ترى المنشور وتدرك أن "من كونكتى ولم يكونكت جاره فكأنما لم يكونكت"
اللهم أعز الإسلام برجل الأعمال الشهير إليون ماسك الذي قال بإنه سيوفر الانترنت مجانا لجميع سكان الكوكب الأزرق عن طريق الأقمار الصناعية...
تقبل الله صيامنا وصيامكم..

خميس, 22/04/2021 - 12:35