الجديد والمكرر في خطاب ولد عبد العزيز

الهيبه الشيخ سيداتي

يهم الإعلامين عادة في أحاديث السياسيين الجديد من معطيات وتحولات في الخطاب؛ زيادة في حدته، أو جنوحا للتهدئة، ومن هذا المنطلق، يمكن أن أسجل الملاحظات التالية على مؤتمر الساعتين والنصف البارحة للرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز:
1. أضرَّ بالمؤتمر سقف التوقع الذي صاحب الإعلان عنه (إذا تكلم ستهتز الأرض - سيتحدث عزيز عن ملفات مهمة) إلى غيرها من العبارات التي كررها أنصار الرجل خلال الأيام الماضية، مما أدى لرفع سقف توقع المتلقي تحسبا لمستجدات كبيرة لم ترد في المؤتمر الصحفي.
2.  الجديد الفعلي، هو إصرار ولد عبد العزيز على المعارضة، وإصراره على التحدي، ووقوفه في وجه النظام القائم.
3.  من الأمور التي استجدت بخجل في خرجته البارحة، هي كسره نسبيا حاجز التعبير عن ولد الغزواني، فضرب المثل بصفقات الجيش، محاولا التلميح لفساد فيها، وتحدث عن أنه استقبلته "لابسا دراعة"، وعينته في الحكومة ليتعرف على الملفات وتسييرها.
4. أكثر الأمور المستجدة غرابة، هي تترس ولد عبد العزيز بقبيلته وجهته، وقوله إن استهدافه بدوافع جهوية وقبلية، ووجه الغرابة أن هذا الخطاب العلني (الجهوي - القبلي) بهذه الطريقة والصراحة جديد على خطاب الساسة في موريتانيا، وغير مسبوق في المؤتمرات الصحفية.
5. أما الأمور المكررة في حديثه، فهي الكثيرة والغالية، مثل تهجمه على لجنة التحقيق، وحديثه عن فساد أعضائها، وكذا الحديث عن زيادة ميزانية الرئاسة، وعلاوات البرلمانين، وتحكم المعارضة السابقة، وسيطرتها على الحزب، وحديثه عن نزاهته، ومحاربته للفساد، وهي مضامين شكلت ثوابت في خرجاته السابقة منذ بداية أزمته الحالية.
6.  غير جديد أيضا، تصامم ولد عبد العزيز عن السؤال الذي طرح عليه في جميع مؤتمراته الصحفية بجميع الصياغات، وهو السؤال الذي سيبدد كل التهم التي تلاحقه إن وفق في إقناع الناس به، وهو سؤال مصدر ثروته؟ لم يجب علي السؤال، ولم يكن مقنعا في التهرب منه.
7.   كان من النقاط الغريبة في المؤتمر الصحفي، تحديه للنظام، وقوله إن الانتخابات الرئاسية قد تكون في 2022، فمن يدري؟
وكخلاصة، فقد نجح ولد عبد العزيز في تقديم نفسه كمعارض قوي للنظام، وفشل في إقناع الناس بعدم فساده، وفي شرعية مصادر ثروته.

سبت, 01/05/2021 - 11:08