حول مشروعي أمس

الهببة الشيخ سيداتي

مشروعان مهمان جدا، أعلن عنهما يوم أمس كشف التعاطي الإعلامي والرسمي معهما مستوى من الوعي والحصافة في التمييز بين الدعائي والواقعي.
 
الأول من الناحية الزمنية، مشروع للطاقة وصف بأنه الأكبر حول العالم، وبغلاف مالي غير مسبوق في تاريخ البلد 40 مليار دولار، وسيتم تشييده على مساحة 8500 كلم مربع في الصحراء الموريتانية.

لا شك أن مشروعا بهذا الحجم الاستثماري غير المسبوق في تاريخ البلد يستحق حضور الرئيس، وحملة إعلامية كبيرة، لأنه سيقضي على نسب كبيرة من الفقر، قد تتجاوز ثلث السكان، إن لم يكن أكثر، كما سيؤثر على الكثير من مناحي الحياة في البلاد.
  
المشروع الثاني من حيث الزمان، وهو الأول من حيث الاهتمام الرسمي والإعلامي، هو مشروع توفير تأمين صحي لحوالي 620 ألف مواطن (15%من السكان) من الفقراء، وهو مشروع اجتماعي كبير، وغير مسبوق أيضا على الأقل دفعة واحدة. 

وجه ملاحظتي، هو الحصافة في عدم الحضور الرئاسي للنشاط الأول، وعدم إعطائه أكثر مما يستحق، فهو مجرد مذكرة تفاهم مع شركة تنشط في المجال، ستبحث الشركة بهذه المذكرة عن التمويل، وبالتالي فهو – حتى الآن - ليس مشروعا واقعيا سيدخل حتما حيز التنفيذ، بل مجرد تصور لمشروع حددت الجهة التي تسعى لجمع الأموال له. صحيح أنه واعد – إن نفذ – سواء بالنسبة للبلد، أو للشركة، لكنه ما زال مشروعا.

استحق المشروع الثاني الواقعي الرعاية والتغطية والاهتمام، وغابت عن الأول، وهذا دليل وعي لدى المدونين في التمييز بين الدعائي والواقعي.

سبت, 29/05/2021 - 16:41