تذاكر بالتقسيط.. ماذا يحدث للجالية المغاربية في فرنسا؟

في أعقاب الإعلان عن إعادة فتح حدود المغرب والجزائر لاستقبال الجالية المقيمة في الخارج، فوجئ البعض بغلاء سعر تذاكر الطائرات والبواخر وقلة عدد الرحلات مع فرض تدابير صارمة فور الدخول إلى الوطن.

غلاء التذاكر وعطل ملغية

أحمد من بين المغاربة الذين نفذ صبرهم ويتمنى زيارة أقربائه هذا الصيف، يوضح لموقع "سكاي نيوز عربية" أنه كان كل لا يفوت أي عطلة صيفية ليزور والديه المريضين ويعرف أبناءه الثلاثة على التقاليد المغربية.

 

وأضاف: "بعد أن حرمنا من زيارة المغرب العام الماضي بسبب وباء كورونا، ها نحن اليوم مجبرون على إلغاء كل شيء بسبب الأسعار التي أعتبرها فلكية بالنسبة لي، خصوصا في ظل إبقاء الحدود البحرية مغلقة مع إسبانيا".

 

ويتابع: "بلغة الأرقام، تكلفة تذاكر الطائرة ذهابا وإيابا تفوق 2500 دولار لأسرة مكونة من خمسة أفراد ورحلة لا تتعدى الساعتين، فيما تبلغ قيمتها 3500 دولار بالباخرة، دون احتساب مصاريف الطريق السيار الرابط بين ميناء مدينة سيت الفرنسية وباريس. وبالتالي، بعد كل الأزمات المادية التي مررنا بها في ظل الوباء لا أظن أنه في مقدوري التوفيق بين الأسعار ومصاريف العطلة في بلدي".

 

"إلغاء السفر" و"انتظار الفرج"، هو ما عبرت عنه كذلك وبحزن عائشة من أصول جزائرية لموقع "سكاي نيوز عربية".

 

وتضيف: "انتظرنا طويلا لتفتح الجزائر حدودها في وجهنا، فقدنا العديد من أفراد عائلاتنا من دون أن نحضر جنائزهم ونلقي النظرة الأخيرة على ذوينا، واليوم نحن مطالبون بالوقوف في صفوف طويلة للحصول على تذكرة رحلة من مرسيليا إلى الجزائر العاصمة بثمن يتعدى قدرتنا بكثير".

 

وتتابع: "بحكم أن طفلاي يدرسان فلا يمكنني السفر إلا خلال شهري يوليو وغشت، إلا أنني لم أجد أي تذكرة يناسب سعرها مداخيلي واليوم المقرر للسفر، وأغلبها يتعدى 600 دولار للشخص الواحد. كما أنني لا أملك مصاريف الفندق حيث يتوجب علي قضاء الحجر الصحي لمدة خمسة أيام بمجرد دخولي التراب الجزائري، ثم علي دفع ثمن اختبار كورونا لي ولكل أسرتي. كلها مصاريف لا أستطيع دفعها. ولهذا السبب سألغي إجازتي بقلب منفطر إلى أجل غير مسمى في انتظار فرج قريب".

 

 

وللمرة الثانية على التوالي، تقرر السلطات المغربية الاقتصار على معبري جنوة في إيطاليا وسيت الفرنسي في عملية استقبال مغاربة أوروبا، ما حرم الملايين من قضاء الإجازة في الوطن.

 

وهذا هو حال رجاء التي تعاني من رهاب الجو، وتقول في تصريحها لموقع "سكاي نيوز عربية": "أعيش في مدينة ملقة الإسبانية منذ حوالي عشر سنوات. اعتدت السفر إلى المغرب عبر العبارة طيلة هذه المدة في رحلة لا تتعدى الساعتين. واليوم أنا مطالبة بالسفر إلى مدينة سيت الفرنسية في رحلة تقارب عشر ساعات عبر الطريق السيار الذي تفوق كلفته 250 يورو، بالإضافة إلى ثمن تذكرة العبارة الذي يتعدى 1900 دولار لرحلة تدوم حوالي 40 ساعة على الأقل".

 

وتختم حديثها بعين دامعة: "سألغي سفري كما ألغاه كل معارفي لأنني عانيت من البطالة هذه السنة ولدي رضيع وطفلة لن يتحملا مشقة السفر".

 

وعن خيبة أمل وغضب الجالية المغربية في إسبانيا، تحدث بحرقة رئيس جمعية أصدقاء الشعب المغربي (إتران)، محمد علمي السوسي، لموقع "سكاي نيوز عربية" قائلا: "من غير المقبول منع المغاربة من زيارة عائلاتهم التي لم يروها منذ عامين وأكثر بسبب الأزمة الصحية أولا ثم الأزمة السياسية حاليا".

 

فبالنسبة للجمعية التي تتخذ من إسبانيا مقرا لها، يجب على المغرب "أن يتوقف عن استخدام تخوفاته من كوفيد-19 كذريعة، لأن أغلبية الجالية المغربية في إسبانيا خضعت للتلقيح. المشكلة سياسية والجالية تدفع الثمن. إن القرار الذي اتخذه المغرب خاطئ، لأنه يعطي الانطباع بأن المملكة لم تأخذ في الاعتبار المعاناة التي تسببها وتأثيرها على أبناء مواطنيها الموزعين على كل بقاع العالم".

 

ويضيف: "لا أخفيكم أن عددا كبيرا من الجالية المغربية هنا في إسبانيا فقدوا عملهم خلال مدة الحجر الصحي، منهم من لا يملك نصف ثمن تذكرة الطائرة، وملاذه الوحيد هو موانئ إسبانيا. إذ حتى أولئك الموجودين في فرنسا وبلجيكا وهولندا يمرون عبر إسبانيا عند ذهابهم إلى المغرب، لأن هذا الطريق أرخص".

تقسيط ثمن التذاكر

وعن بعض الطرق التي يعتمدها بعض أفراد الجالية للتخفيف من ثقل أعباء السفر إلى بلدانهم الأصل، لجوئهم إلى تقسيط ثمن التذكرة.

 

وهذا ما يؤكده عمر الريحاني صاحب وكالة أسفار بمدينة ليون الفرنسية قائلا: "في بعض الحالات الموثوقة، نسمح للزبون بدفع ثمن تذكرة الطائرة عبر أقساط شهرية، أحيانا نقسمها على ثلاث دفعات وأحيانا أكثر عندما يتعلق الأمر بأسرة كبيرة".

 

وأمام سخط مغاربة العالم بعد ارتفاع الأسعار، أصدر الملك محمد السادس، تعليماته للسلطات المعنية وكافة المتدخلين في مجال النقل، قصد العمل على تسهيل عودتهم إلى بلادهم، بأثمنة مناسبة ومعقولة وتكون في متناول الجميع، بحسب بيان للديوان الملكي صدر الأحد.

 

ويقدم هذا البيان بريق أمل لمعاذ، وهو مهاجر مغربي بفرنسا، إذ إنه جعله يعيد التفكير في زيارة المملكة وقضاء عيد الأضحى مع أمه بالمغرب.

 

وقال: "كنت قد خضعت للتلقيح أياما قبل إعلان المغرب استئناف رحلاته أملا في زيارة أمي من دون مشاكل، لكنني تفاجأت بسعر التذاكر. لقد مللت من دخول منصات حجزتذاكر الطيران الرسمية بشكل يومي للبحث عن ثمن أرخص. أظن أنه بعد التدخل الملكي سنشهد في الساعات المقبلة انخفاضا يسمح لنا بزيارة أهلنا خصوصا أن عيد الأضحى على الأبواب".

سكاي نيوز عربية 

اثنين, 14/06/2021 - 10:37