ثورة الدرويش العملاق (ذكرى مستعادة)

أدي ولد آدب

شَعْبُ الدَّرَاويشِ.. فِي السُّـودانِ.. عِمْلاقُ
خلْفَ البَســــــاطةِ.. أعْـــمَــاقٌ.. وآفـــاقُ
تقمَّصُــوا.. ببـياضِ الــرُّوح.. واعْتمَـرُوا
عـمـــائمَ العزّ.. للطَّـــاغينَ.. مَا انْساقــوا
إنْ لوَّحَتْ.. منْ بَنَــــاتِ النِّــيـلِ.. مِلْحَفَةٌ
أو زغردتْ.. فدَمُ الأبطــــــال مُهْــــراقُ
لا تَسْتفِزُّوا بَنِي النيــليْن.. مــــــــا هَدَأوا
شعْبُ الدراويش.. يوْمَ الرَّوْع.. عِمْــلاق
عَصاهُ.. بنْتُ "عَصَا مُوسى".. يهشُّ بِها
هَمَّ الدنــا.. راقصًـــا.. والوجْه إشْـــراقُ
فثوْرَةُ السّلْم.. رُوحٌ.. فِــيهِ.. قَــــــاهِـرةٌ
بطْشَ الطُّـغــاةِ.. سِــلاحُ القوْمِ أخْـــلاقُ
انظرْ.. إلى الزَّوْلِ.. فـرْدًا.. بيْنَ أربعةٍ
من الجُنـود.. وُحـوشا.. إذْ.. بِه.. حـاقوا
قميصُـــــه اليُوسُـــفِي دِرْعٌ.. على بَطَلٍ
بصبْر أيُّـــــوبَ.. لم تهربْ له ســـــاقُ
دَمُ القمــيص.. نــــــزيفٌ.. لا دمٌ كذِبٌ
إخـوان يوسفَ.. ما فِي القلب إشْفــــاقُ!
بالسِّلْم.. قد واجَهَ الأسْـــوَاطَ.. والشُّهَدا
إخْــــوانُه.. لِرَصَاصِ الغدْرِ.. قَدْ ذاقوا
قدْ كانَ أعْزَلَ.. حتَّى منْ عَصاهُ.. ولمْ
يبسطْ يَدًا.. نَحْوَ جلَّادِيه.. فانْســـــاقوا
العَسْكرُ العَـــــرَبِي.. "قَــــابيلُ" أمَّتِنا
يرَى الشُّعوبَ "هَوابيلًا".. بِهَا ضاقوا
مُدجَّجُون.. ولــــــــكنْ.. للعِـــدا.. سَلَمٌ
وإنْ رمَوْا.. شَعْبَهمْ.. لَمْ يُخْطِ إطْـــلَاقُ
من الخنادق.. فــــرُّوا.. وابْتَغَوْا نَفَـــقًا
نَحْوَ القُصُـــورِ.. فغـــالَ الحُلْمَ إخْفـاقُ
انظرْ.. إلى قبَضَاتِ الشعْب.. هـــاتفة:
لمْ يُجْدِ.. فِي "طائرِ الفِينيقِ".. إحْرَاقُ!

اثنين, 14/06/2021 - 10:47