نقطة نظام

الحسين بن محنض

شخصيا رغم كل ما قيل أجدد ثقتي في فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، وأعتبر أن الشعب منحه مأمورية من خمس سنوات يجب ألا نستعجل تقييمها قبل نهايتها أو انقسامها على الأقل..

وأدرك أنه تسلم مقاليد السلطة في بلد مثخن بجراح التنافر السياسي، وأنه عمل جاهدا لإعادة الاعتبار للشعب وقادة رأيه كأمة موحدة يجمعها ذات الهدف ولا تسعى إلى أن يمزق بعضها بعضا، ثم للدولة كجهاز منسجم، ولمؤسساتها وقوانينها وأخلاقها ومبدإ فصل السلطات فيها وتمكين كل مسؤول من صلاحياته كاملة كي تدور عجلتها كما تدور عجلات الدول...

وأعلم أنه أظهر حرصا غير مسبوق على رفاه مواطنيه وأنه سخر المليارات لإسعادهم وإعانتهم وتأمينهم، وعمل جاهدا على تحقيق مطالبهم الاجتماعية والاقتصادية، رغم انهيار المنظومة الإدارية للدولة وضعف مستويات كثير من المسؤولين فيها وتراخي تجاوبهم مع الكثير من الملفات التي أطلقت بحماس لتنفيذ تعهداته..

كما أعلم أنه واجه منذ بداية حكمه جائحة وبائية من أعظم جوائح العالم أدت إلى تضخم غير مسبوق وارتفاع أسعار لا مثيل له، لم تستطع حكومته حتى الآن إيجاد الحل الملائم لها  لأن المشكلات غير المسبوقة تحتاج إلى أفكار غير مسبوقة وهذه تحتاج إلى تكوين وتجربة وذكاء غير مسبوق...

ورغم كل مساعيه ومساعي حكومته لإنجاز شيء ملموس أشاهد تباطؤ تقلص الهوة يوما بعد يوم بين حكومته وبين الرأي العام لسبب واضح وهو غياب الاستيراتيجية الإعلامية القادرة على مواكبة هذه المساعي، وغياب التناغم في أحيان عديدة بين أولويات الحكومة وأولويات المواطن وغياب التناسب بين بعض المسلكيات والتعيينات التي هي أقرب إلى تدوير المفسدين منها إلى تعزيز المصلحين.. وأعتقد أن الوقت كفيل بتصحيح هذه الاختلالات.. ولست ممن تحجب الصعوبات الكبيرة التي فرضتها المرحلة على هذا النظام الإصلاحات الكثيرة التي قام بها..

وكلي أمل في أن يكون وراء كياسته وتؤدته ورزانته التي يريد البعض أن يستعجله عنها حزم لا يتزعزع وعزم لا يلين إذا أزفت لحظة الحسم...

هذه اللحظة التي أتوقع أن موعدها الطبيعي هو حلول فاتح أغشت المقبل عندما يكون فخامة الرئيس قد أكمل سنتين من مأموريته.. فهناك سنرى -أو هكذا ينبغي أن يكون- أي أوراش سيطلق وأي قرارات سيتخذ.. وسنرى ما هو الحل الذي سيقترح للمشكلات القائمة، وأي نظام سياسي سيطلق، فكل ما عشناه خلال السنتين الأخيرتين هو صراع صامت بين نظام يريد أن يبدأ وآخر لا يريد أن ينتهي...

جمعة, 02/07/2021 - 12:40