الكرم العفوي

أحمد ولد المصطف

الناس الطيبون في كل مكان و في كل مكونة.

هذا ما تأكدت منه بالأمس و أنا في قرية "تونغن" الواقعة على المدخل الشرقي لمدينة  لكوارب على الطريق بين هذه الأخيرة و بوغي.

في انتظار استقبال موكب الرئيس الذي سيمر من هذه النقطة قادما من الشيشية، اتفقت مع السائق على اختيار شجرة  نستريح تحت ظلها في انتظار اقتراب وصول الموكب.

 وقع الاختيار على شجرة، لكن كان بالقرب منها منزل مغلق، يبدو أنه غير مأهول و ظله أفضل من ظل الشجرة.

 انتقلنا إلى ظله و بسطنا فراشنا و بدأ مرافقي مشكورا إعداد الشاي على الفحم الذي سبق و ان تزودنا به من متجر قريب.

بينما كنا نشرب "الكاس الثاني" إذ أطل علينا صاحب المنزل، فتبادلنا السلام  و رحب بنا. 

حين اعتذرت له عن جلوسنا في ظل داره دون إذن، تغيرت قسمات وجهه، ثم قال بأنه لا مجال لأن نستسمح منه، بل كان علينا أن نقيم الشاي داخل المنزل و أنه منزلنا، ثم فتح بوابته و غرفة من غرفه و قال لنا تفضلوا. شكرته على حسن كرمه الأصيل.

 انهينا الشاي في ظل المنزل، لكننا لا حظنا أن صاحبه ذهب إلى حيث توجد أسرته التي تعيش في كوخ قريب من البيت المذكور.

طلبت من السائق أن يبلغه شكرنا و امتنانا قبل مغادرتنا.

 سألت بعد ذلك عن سكان هذه القرية فقال لي أحدهم إنهم من الوولف، من فئة صيادي الأسماك.

تأكدت ان الكرم لا أصل له و أننا شعب بطبيعته متآخ و متآلف، لكن بعض السياسيين  - للأسف - و لأسباب تخصهم لا يروق لهم ذلك.

ثلاثاء, 06/07/2021 - 17:26