خطر عدم الانتماء وغياب الوطن

 أحمد حبيب صو

في المهجر حيث ولدت وكبرت طالما كان ابي يمدح لي موريتانيا وكنت احسبها أقوي وأعظم دولة علي وجه الأرض بعد الجماهرية الليبية التي علّمنا فيها حب الوطن وكنا نردد كل يوم النشيد الوطني للجماهرية الليبية بكل حماسة، هذه الحماسة لا أراها في اولادنا في موريتانيا ياترى مالسبب؟

كثيرة هي الأسباب ولعل أعظمها غياب مفهوم الوطنية والدولة علي حساب الأنا أو الأنا الأوسع في القبيلة؟

لماذا لم يتجسد مفهوم الدولة؟أو لانريد أن نكون دولة؟وإذا كنا دولة فهي دولة للبعض غير البعض؟نعم فكثير ماسمعنا الرئيس منا!عٌيِّن لنا اليوم واحد!وتسمع واحد يقول لاكوري واحد ولا حرطاني  واحد؟!

متي نعيش هكذا من هو المستفيد من هذه المتاهات؟فالجواب علي ذلك ليس عندنا ولكن نجيب علي ذلك بمسلكياتنا!

انظرو لهذه البراعم وكلهم يردد له: عود راجل أفكراج باش اتعود لك كلمة في القبيلة لا الدولة!شباب عاش علي التمييز والتميز يعيش علي عقلية القطيع!

للأسف مات الوطن بموت الإخلاص فالمخلص يفرح بكل كفاءة تبرز، وإذا وجد من هو خير منه في تحمل تبعته؛ تنحى له راضيًا، وقدَّمه على نفسه طائعًا، وأخذ خطوة إلى الخلف مختارا وهل حقا نعتبر الكفاءات المجردة؟ من هو من من ومالونه في حين نري وجود بناء كفاءات بالتمييز الواضح!

غابت الأخلاق  الوطنية أو تنعدم فلأخلاق هي التي تُحَوِّل «المواهب الكامنة» في الأفراد والشعوب إلى «طاقات منتجة» و«قوى محركة»، والأمم بغير أخلاق يتبدد ذكاؤها، وتتبدد جهودها، وتتبدد مواهب أبنائها، كما تتبدد مواردها، وتتعطل طاقاتها.

لست هنا لأصور لكم صورة وردية عني ،ولكن يجب أن نتمعن في اوظاعنا بتجرد وحينها ندرك ،أننا في ورطة أو ادخلنا فيها.

فسيقول أحدهم أننا مجتمع يُوقر الكبير  ونتبعه  لان له حظ في الحياة ولكن الإتباع ليس بأن نسير وراء الكبراء والسادة المضلين؛ لأن الله أعطانا  عقولًا نفكر بها، وأعطانا ملَكات وإرادة نرجح بها.. لماذا تنازلنا عن عقولنا؟! لماذا تنازلنا عن استقلالها موريتانيا تحتضر .

‏متي تكون أنا موريتاني كافية لكل مواطن؟متي نؤمن بالمواطن دون النظر الي الالوان؟

هل نريد أن تكون موريتانيا هكذا؟بلا مواطنين ولاعنوان؟

 

ثلاثاء, 03/08/2021 - 11:17