للإصلاح كلمة بمناسبة انتهاء سنتين من حكم غزواني

محمدو بن البار

نتذكر أنهما بدأتا بالمصالحة مع أهل الدنيا السياسيين وقد انتشر بذلك الخير والطمأنينة علي كل مواطن لأن الله يقول : {{والصلح خير}} و"أل" هنا استغراقية وخير نكرة تعم كل فرد، هذا الخير وهذه الطمأنينة كان الأولي أن يراد بها الخير الأخروي أولا لأنه لا ينتهي مع المأمورية.
ونظرا لهذه الحقيقة فأنا قرأت في السنة الأولي رسالة للسلفيين مليئة بالرجوع والتوبة ومرسلة في الدنيا لغزواني جهرة، ولا شك أنها أرسلت إلي الله سرا لأنه يعلم السر وأخفي، ولا شك أن الله فرح بها، فهو يعلم أن الشيطان عزم مبكرا أن لا يقصر في إضلال عباده فبشر الله عباده أنه حتى لو أضلهم الشيطان فهو يستقبل من رجع إليه من الشيطان بالرحمة والعفو والقبول، ولا شك أنهم الآن يتمتعون بوعد الله لهم فكان الأولي بالرئيس الذي يحمل إلي الله مسؤولية خمس سنوات إن لم يترشح أن يحمل حسنات من جاء تائبا ولاسيما أنه تائب من الإفراط في التدين المطلوب راجعا إلي الوسطية والاستقامة.
بينما الصلح مع المعارضة وغيرهم دنيوي محض لا تلاحظ هي فيه تفريطا في الدين ولا الاعتراف بالخطأ وشتان بين مردودية نتيجة الصلح مع من هو عازم للرجوع إلي الاسلام الصحيح وبين من يريد السماح له بحرية السباحة في الدنيا والوظيفة.
وهنا أقسم بالله أني كنت أظن أنهم أطلق سراحهم بعد تلك الرسالة العاطفية المليئة بألفاظ التوبة فأنا لا أعرف عنهم شيئا إلا عبر الكتابة في المواقع وظني إطلاقهم نتيجة سببين:
 أولا اقتداء بالتجربة مع زملائهم الذين حسن عملهم ووفوا بعهدهم في الماضي.
ثانيا : كثرة العفو في المناسبات عن أصحاب الجرائم الذين خانوا وعادوا إلي الإجرام.
ولذا عندما رأيت رسالتهم الجديدة علمت أنهم لم يشملهم الصلح والهدوء كباقي الشعب.
فهؤلاء من كان عليه حق شخصي منهم فأمره إلي صاحب الحق، وإذا كانت دعوة عمومية فقط فكما قالت الخنساء  للنبي صلي الله عليه وسلم عن أخيها النضر أنه أولي الناس بالعتق من  غيره، وقال صلي الله عليه وسلم في شأنها لو كانت الرسالة جاءت قبل قتله لأطلق سراحه فكذلك هم بعد التوبة أولي أن يشملهم الصلح الذي نعم به الكثير وما زال يؤتي أكله الناقص باستمرار سجن هؤلاء : {{فمن عفا وأصلح فأجره علي الله إنه لا يحب الظالمين}}.
 

أربعاء, 11/08/2021 - 20:14