أيها العيد المجيد..لقد خنقنا أيما خنق!

القصطلاني سيدي محمد ابراهيم

قد اقترب موعدك ايها العيد المجيد؛ و دخل شهرك المظفر شهر نوفمبر

و الذي نحتفي به كل سنة و نردد ما رددت الاجيال تلو الأجيال

كلمات الشاعر الاديب الكبير كابر هاشم رحمه الله و أدخله فسيح جناته.

نوفمبر آت من الليل فجرا

به عبق من دم الشهــدا

نوفمبر آت من الليل يحكــي

مغاور شعب يجيد الفدا

فقد بحت حناجر الفنانين و الفنانات غناء للترحيب بك يا نوفمبر و بحت حناجر الشعراء و حق لهم ذلك.

 يقول الشاعر المعاصر احمد ميلود في قصيدته *نوفمبر*

 (تشرين) أشرق ضاحكا متغردا

يروي المسامع ذكره بقرابه

فإذا الزمان ترَفرُفٌ وتبسُمٌ

وإذا الرمال تعانقت لعُبابه

و نقف و قفة شموخ أمام قصيدة الشاعر الاديب الكبير احمد عبد القادر و هو يقول:

فرحة العيد أيقظت ذكرياتي

 من صميمي وحركت خطراتي

إلى ان يقول أطال الله عمره في صحة و عافية؛ في ختام القصيدة المجبدة التليدة

فأنعتاق الوجود ألهم نفسي

 حكمة قلتها بذاتي لذاتي

ليس في عالم العذاب عذاب 

 مثل خنق الحياة في ذي الحياة

نعم ايها الأب الفاضل و القائد المناضل ؛ إن من أشد العذاب خنق الحياة في ذي الحياة.

لقد خنقنا ايما خنق!!!

فنص المادة السادسة من الدستور يقول بما لا يقبل للتأويل و لا التحريف

اللغات الوطنية هي العربية والبولارية والسونكية والولفية. اللغة الرسمية هي العربية.

و نحن في الواقع من 1960م و حتى الآن  نقرأها هكذا

" لغة التعامل الرسمي هي الفرنسية لغة المستعمر الذي تربطنا به علاقة إستراتيجة عميقة و اللغة العربية لغة مهمة و يليها في الاهتمام غيرها من اللغات الوطنية"

إن دستور الواقع المؤلم هذا!، ما يزال ينغص علينا ذكراك الخالدة ايها الشهر الجميل و اليوم النبيل.

ألا يشفع للغة العربية انها لغة القرآن و الإسلام الذي هو دين البلد؛ لكي تأخذ حقها كلغة رسمية ينص عليها الدستور.

و كيف نفهم أن اللغة الاجنبية(لغة المستعمر)، هي من يسلب  اللغة العربية حقها نهارا جهارا.

إن العقل يقف حائرا أمام سيادة لغة دخيلة اجنبية على لغة الأصالة و القيم في عقر دارها. و نجدنا و نحن نسعى لنحتفل بإستقلالنا؛ و كأننا عاجزون عن تطبيق دستورنا الذي هو المعبر الأول عن إستقلالنا و سيادتنا.

حتى ان بعض النخب في الاحزاب السياسية؛ يرضى بأن يظل دستوره يلوى ذراعه بحجة أن لغة المستعمر هي لغة تكوين و تعليم تم اعتمادها منذ فترة و النخب الحاكمة اغلبها  ثقافتة ثقافة فرنسية، دون ان يشعر ان لغاته الوطنية و على رأسها اللغة الرسمية اللغة العربية؛ تم إقصاؤها طيلة تلك الفترة.

مهلا أيها النخب ...

مهلا ايها القادة ...

فلئن كان الدستور هو الخيط الناظم الجامع لدولتنا و شعبنا و أمتنا الموريتانية.

فلماذا نظل ندوس عليه في أهم قطاعاتنا الحيوية(التعليم).

مهلا ايها العيد المجيد ...!

فما تزال رواسب المستعمر متجذرة ليس فقط في مدارس وطننا و علاقاته بالمستعمر.

بل في مخيلة المواطن المثقف الواعي الأكادمي دون أن يشعر أو يقصد.

فالمتحدث  باللغة الفرنسية يحمل من القدسية ما لا يحمله أديب متبحر في فن البلاغة العربية.

و تجد الفرق شاسعا حينما يدخلان كواليس الإدارة ليجد الأخير أنه مجرد أجنبي او أمي يزور إدارة يجهل كل ما فيها.

إن الغربة التي تعيشها اللغة العربية في وطنها و أمام دستور ينطق بها و يعززها ...تخنقنا أيما خنق!!!

فمتى سنحتفل بك ايها العيد المجيد و نغني عليك بلغة الضاد دون أن تكون لغة الأجنبي المستعمر  تخنق حناجرنا و تجثو على صدورنا؟

أربعاء, 17/11/2021 - 13:55