على هامش خطاب الاستقلال البارحة: حذار من خيبة الأمل…

الحسين بن محنض

أخشى ما أخشاه هو أن يتكسر الأمل الذي بعثه خطاب فخامة الرئيس البارحة بخصوص محاربة الفساد على صخرة الواقع، فالفساد إذا وكلت محاربته لمحكمة الحسابات ومفتشية الدولة ومفتشيات الوزارات لن يحارب، والنظام التسييري للبلد هش ومطاط وقد جربنا أنه خاضع للتأويلات مما يجعل كل عملية يتم الكشف عنها قابلة كما رأينا في السابق لأن تصبح من جهة المفتش عملية فساد ومن جهة المسؤول تصفية حسابات يبحث لها مسوغ قبلي أو جهوي أو سياسي أوعرقي… 

محاربة الفساد عملية جادة تحتاج إلى الصدق والوعي والكفاءة كما تحتاج  إلى أربعة شروط يصعب أن تقبل بها اللوبيات القبلية والعرقية وأدواتها المؤطرة للسلطة: 

الشرط الأول: قانون يفرض حق الصحافة في النفاذ إلى المعلومات فهي السلطة الرابعة المسؤولة عن رقابة التسيير في جميع دول العالم.

الشرط الثاني: قانون يضع معايير ومراجع للأسعار والصفقات ويفرض الشفافية في الإجراءات والمعاملات ونشرها للعلن..

الشرط الثالث: أن يمنح القضاء سلطة محاربة الفساد ويزود بالاستقلالية الحقيقية التي تمكنه من ذلك..

الشرط الرابع: أن يضع فخامة الرئيس في الاعتبار الأساس الأخلاقي لمحاربة الفساد فيبعد المفسدين عن الواجهة ويجعل من مجال الحكم والتسيير مجالا لمن يصلح لأن يكون قدوة من حيث الكفاءة والنزاهة…

غير ذلك ستظل معه دعاية محاربة الفساد ضربا من العبث، وإن ظلت أجهزة السلطة تغالط الرئيس وتخبره بأن الفساد غير موجود حتى إذا جاء نظام آخر بعده ظهرت الحقيقة المرة..

أحد, 28/11/2021 - 10:31