في السياسة..!

محمد المامي مولاي اعلي

ثمة دائما فرق جوهري بين الفاعل السياسي وبين كل فاعل آخر، حيث يعمل الأول في جو يكون فيه الموقف السياسي مستجيبا للاشتراك، بينما يكون المكان السياسي عصيا على التقاسم، أما الثاني فهو إما علمي صارم، أو واقعي متكيف.
ولأن الثبات على منهج صلب لايتأثر بتغير الأشياء الأخرى أو بقائها على ماهي عليه ليس منهجا سياسيا، فإن التماهي يكون دائما عكس ذلك، أما الترويج للتوجه فهو الدلالة الأولى والمباشرة على وجود العمل السياسي -أي عمل سياسي- بين سائر الأعمال الأخرى، لذلك بدل أن يتوجه بالنضال الى نهاية الغرض الذي نشأ له، فإنه يتوجه أحيانا بذاته نحو التوحد والانتظام، وعندها ستبدأ الصورة في التحرك، فبدل التركيبة المتوازنة تنكشف حركة غير مقررة، بل نظام من التوترات، تنشأ منه قوة غامضة، أو بالاحرى غير مفهومة، تكون عرضة لتجاذب مزدوج بين جيل القدماء وجيل الطفرة، فتارة يتغلب الحماس والأمل الذي يستمد منه النضال، وطورا يتغلب التروي الذي يتحول سياسيا الى شيء من الريبة والمكابرة.
من هنا تظهر بنية الافتقاد أو التجنب السياسي، أو -في المقابل- الوضع على السكة، ولن يكون السبات السياسي التوافقي ممكنا ومجديا، مالم تتم الاستجابة لكل التوترات سواء كانت ديمقراطية اوغير ديمقراطية، سياسية او غير سياسية، لابد من الاستجابة للكل، ومن هنا نقع في فخ الانغلاق السياسي .... فتنغلق الدارة، وعندما يضغط الواقع يكون خلق الفجوات حتميا ويقع التسرب الكبير.
ربما يتواصل...

أربعاء, 08/12/2021 - 08:25