كيف تسهم الشراكات مع التكنولوجيا في تطوير التعليم؟

الدوحة- يعمل العديد من المبتكرين في مجال التعليم مع عدد من المؤسسات وحاضنات الأعمال والمسرعات لتطوير شركاتهم الناشئة والحصول على الدعم في مجالات عدة، من أهمها التكنولوجيا، وقد كان للشركات الكبرى التي لديها الخبرات اللازمة في مجال التكنولوجيا الفضل في ظهور عدد من هذه المنصات التقنية التي تدعم التعليم بعدة طرق مبتكرة.

وقد استعرضت الندوة -التي عقدت على هامش مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم "وايز" المقام في العاصمة القطرية الدوحة- عددا من المشاريع التي كانت شركة "ديلويت" (Deloitte) الأميركية الداعم لها، من خلال مسابقة "ديلويت ورلد كلاس إيديوكيشن تشالينج" (Deloitte’s World Class Education Challenge) وقد حملت الندوة عنوان "كيف تسهم الشراكات مع التكنولوجيا في تطوير التعليم؟"

وشارك ضيوف الندوة تجربتهم في رحلة بناء منصات التعليم المبتكرة في دولهم، بالشراكة مع ديلويت التي أسهمت بشكل كبير في وصول منصاتهم إلى أهدافها.

مسابقة الروبوتات الأفريقية
أطلقت ديلويت عام 2021 أول تحد للابتكار، تحدي التعليم من المستوى العالمي عبر منصة "أب لينك" (UpLink) لمعالجة الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة، وهو التعليم الجيد، وقد تم اختيار 5 مشاريع في أفريقيا لتكون ضمن المجموعة المختارة التي ستحصل على مليون دولار أميركي إجمالاً على شكل منح مالية، ومدير علاقات مخصص لدعم تعاون المشروع مع ديلويت، وتمت المشاركة في أحداث ومشاريع مختارة من "المنتدى الاقتصادي العالمي" (WEF).

وقد كان مشروع "مسابقة الروبوتات الأفريقية" (PARC) من السنغال أحد المشاريع الفائزة، والذي يقول عنه مؤسس المشروع، سيدي نداو، إنه أكبر مسابقة للروبوتات في أفريقيا، قامت بتعليم أكثر من ألف شاب أفريقي في مجالات "العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات" (STEM)، بينما تقدم أيضًا "منصة تعلم افتراضية" (VLP) لتمكين أفريقيا حتى يتعلم الشباب فيها فعليًا كيفية البرمجة وتصميم وبناء الروبوتات الخاصة بهم. كما أنه يدمج ميزة للتعاون وتبادل المعرفة.

وقد تحدث نداو عن تجربة الشراكة مع ديلويت، وكيف وفرت لشركته الناشئة عمليات الدعم سواء من الناحية المالية أو الخبرات في مجالات لم يكن ليستطيع التغلب عليها بخبرته المحدودة.

كال- آكاهاني
أما آنانيا أغراوال فقد كشفت كيف تمكنت من خلال الشراكة مع ديلويت من إطلاق منصتها الخاصة "كال- آكاهاني" (Call-a-Kahaani) في الهند، وهي عبارة عن منصة "استجابة صوتية تفاعلية" (IVR) لتمكين المتعلمين، الذين تبلغ أعمارهم 24 عامًا أو أقل، من التفاعل من خلال وسط تفاعلي قائم على القصة، ومصمم لتمكينهم من تعلم المهارات الحياتية والعقلية اللازمة وإعدادهم لعالم التغيير فيه مستمر والتعلم لا يتوقف أبدًا.

وتشمل القصص المروية مزيجا من رحلات لأشخاص من مختلف مناحي الحياة، مدمجة في سرد ​​آسر مدته 4 دقائق، مع أسئلة لقياس احتياجات المتعلم وتأثيره.

علاوة على ذلك، يتم تشجيع المتعلمين على الإفصاح عن مخاوفهم وقصصهم الخاصة ونشرها على المنصة والتفاعل مع بعضهم بعضا من خلال مبادرة "وات إز يور كاهاني آند غاب شاب" (What is your Kahaani and Gupshup).

وقد تلقت المبادرة أكثر من 22 ألف مكالمة حتى الآن، مع أكثر من 33 ألفا و900 دقيقة من إجمالي وقت المكالمات من أكثر من 15 ولاية عبر الهند. وقد بدأ البرنامج في يوليو/تموز 2020، وجمع أكثر من 100 شهادة وتعليقات جيدة حول تأثير البرنامج.

إيديوكاسيون
تم اختيار موقع "إيديوكاسيون" (Edukasyon.ph) ليكون أحد أفضل المبتكرين في مسابقة "ورلد كلاس إيديوكيشن تشالينج"، التي ظهرت في مجلة "فوربس" (Forbes) والجمعية العامة للأمم المتحدة بدعم من ديلويت، وعبر برنامج "تيك-فوك كارير أكسيليراتر" (Tech-Voc Career Accelerator Program)، الذي يهدف إلى مساعدة الشباب في الفلبين على التعليم والتوظيف والتدريب، ومتابعة التعليم وشغفهم بالعمل التقني والمهني.

بلغ معدل البطالة في الفلبين 7.7% ومعدل بطالة الشباب 14.5%، مما يعني أن 1.12 مليون شاب فلبيني بلا وظائف، وفقًا لمقال نشر يوليو/تموز في مجلة "بيزنس ورلد" (Business World). بالإضافة إلى ذلك، يوجد حاليًا 4 ملايين طالب غير مسجلين، مما يعطي سببًا مهمًا لمشكلة الانفصال بين التعليم والتوظيف في البلاد.

ويسعى برنامج "تيك-فوك كارير أكسيليراتر" -من خلال منصة تعليمية جماعية وهي ميزة فريدة لموقع إيديوكاسيون الذي ينشر المقالات التفاعلية والاختبارات والمواد التعليمية الأخرى وهي مجانية لجميع مستخدمي المنصة- إلى التركيز على تنمية المهارات الأساسية المطلوبة في مختلف الصناعات، التي تحتوي على وحدات تعليمية يمكن الاعتماد عليها وسهلة الفهم لفئة الشباب والناشئين.

وتقول جريس ديفيد الرئيس التنفيذي لشركة إيديوكاسيون "لقد كنا حازمين في إنشاء حلول وفرص تعليمية للمتعلمين لدينا، ليس فقط لأولئك المسجلين في المدارس، ولكن أيضًا لأولئك المتعلمين المتحمسين الذين ليس لديهم إمكانية الوصول نفسها. نحن نتوق لرؤية تطور تعليمي في بلادنا، ونحن نشعر بسعادة غامرة لكوننا في الطليعة لجعل هذا ممكنًا".

واجتمعت آراء المتحدثين في ختام الندوة على أن الشراكة التي توفرها الشركات الكبيرة في مجالات الدعم المالي والخبرات لها أكبر الأثر في دفع المشاريع الناشئة للظهور على الخريطة، وأن الأفكار والمشاريع مهما كانت جيدة فهي بحاجة لمن يدعمها حتى تصل لأكبر شريحة ممكنة.

المصدر : الجزيرة

جمعة, 10/12/2021 - 13:41