أوميكرون أية خِطة ؟

محمد يحيي ولد العبقري

قد تكون أحاديثي وتوجبهاتي للرّأي العام وللرّسميين من باب الفضول الذي يسمّيه البعضُ (الترْشَ)
ذلك أني لا أحتلُ مكانا يُخولني نُصْحَ من بيدهم القرارُ وإن فعلتُ فإن احتماليةَ الاستجابة تظل ضئيلة .
وأمام هكذا وضعٍ كان علي أن أختار بين أمرينِ :تقديم النصح مع العلم بعدم الجدوائية أو أن أكون كباقي أمتي أحكّمُ الاتظارَ والتّحري .
وقد فضلت الأوّل لعديد الأسباب الوجيهة ومن بينها حديث وانبهار الأمم المتقدمة من المتحوِّرِ الجديد واتخاذ البعض إجراءات احترازية استباقية لبقاء الأمور عنده علي ماهي عليه حتي تتضح الأمور .
وأما المتوفر من أخباره -حفظنا الله جميعا منه-أنه أسرع انتشارا من الدّلتا ومن غيره وأنه لا يعرفُ ما إن كان  يخادع التطعيم أم لا .
وهذه المعطيات كلها كافية للدفع باتجاه فعل شيء أيا كان إذ الانتظار والحياد السلبيان لا يخدمان الوضع بأي حالٍ.
وهنالك إجراءاتٌ مساعدةٌ وشبه مجانية  ومتاحة علينا جميعا العمل بها وهي  تعزيز التحسيس بأهمية الإجراءات الإحترازية وتكون أفيدَ حين تصدرعن الحكومة وبخاصة من قطاع الصّحة.
وانطلاقا من أن الجرعة المُعزِزةَ برأي المختصين أساسية فإنه أمام عدم توفرها يمكننا مكانه تعزيز التحسيس واستعمال المعقم والتباعد إلي غيره من اللائحة المعروفة.
وهو إجراءٌ في ظاهره بسيط وهو للمتفطٍنِ لا يقل أهمية عن غيره من حيث هو يقللُ من الانتشارَ ومن العدوي أيضا.
وفي جانب آخر ولأن عدد السكان عندنا قليلُ نسبيا فذاك نستغله لجلب التطعيم للجميع والنظر في الزاميته علي من يُعتقد ضُعفُ مناعتهم اعتماداعلي  التقدم في السن أو غيره من الأسباب.
إن محدودية السكان من شأنها تقليل الغلاف المالي الضروري لشراء التطعيم  وإن شراءه أهم بكثير من  إنفاق الصناديق علي مجالات يقول البعض القريبُ من المعارضة إنه لم يشاهد أثرَها الفعلي إن كانت أنفقت علي صواب.
وفي مقام آخر علي مسؤولي القطاع أن يخاطبوا شعبهَم حول ما يجري وأن يؤكدوا مواكبتهم للحاصل وأن لديهم اأجهزة الكشف أو أنهم  في طريق الحصول عليها. 
 وفي ضوء ما نسمع عن عزوف المواطنين عن التطعيم  وتوفر كميات منه يجب النظر في جرعة ثالثة لتعزيز مناعة من حصلوا علي الجرعتين  إذ لا فائدة في الإبقاء علي جرعات  حتي انتهاء الصلاحية وهذا حصل في الماضي عند بعض الأقطار.
ففي فرنسا وبحسب رئيس الوزراء هنالك لكل دقيقة تسجيل مريض فما الحالة عندنا ؟
هذا السؤال مشروع وإن كان جوابه يمكن أن يكون تقريبيا من خلال إدخال بعض التحسين علي النشرة اليومية لكورونا كي نجعلها تتطور تماما كما هو يتحوَرُ . 
ومن حق المواطنين أن يكونوا في الصورة لا أن يبقوا في انتظار أخبار وسائل الإعلام المرئية والمسموعة .
ومن ما يبعث علي الأمل أن المخْتصّينَ في جنوب إفريقيا يعتقدون أن الأعراض غير مقلقة لكن الحاجة في مزيد من الوقت مطلوبة للتأكد من الوضع.
وثمة دول عقدت صفقات جديدة لمزيد من اللّقاحات لمواجهة القابل وهي بها بني تحتية كبيرة وتمتلك تجارب ميدانية  ومتخصصين .
فكيف لا نقوم بشيء ونحن دونهم في البني التحتية وفي المال  أيضا؟
إن أهم خدمة تُقدّمُ للمواطن تتركزفي الحرص علي فعل الممكن لأجل صحته واستباق الأسوء بهدف تقليل الخسائر البشرية .
 ولنعلم من جهة أخري أننا حين نتفطنُ ونسعي ونخططُ نكون قمنا بالواجب ولن يكون لومُنا ذا مصداقية بل سيكون معارضة من اجل المعارضة إن كان هذا المفهوم ما يزال موجودا.
 وأخيرا أُقرُّ بعدم الإختصاص في تقديمه بيد أن النصحَ  حين يُبني علي الصدْق العاطفي  وحبِّ الخير لا يكون فيه بأسٌ.
أدام الله عافيته علي الجميع...

جمعة, 10/12/2021 - 14:12