كالعادة..

الشيخ محمد حرمه

أقصينا من نهائيات كأس أمم أفريقيا، في الدور الأول، وبهزيمة من الشقيقة تونس.
لا جديد.. تلك دارٌ أناخت بها مراكبنا أكثر من مرة.
وكالعادة أيضًا..
رجعنا إلى خيامنا وبدأ بعضُنا يلوم بعضًا، نتخذ من عظامنا سيوفا وعصيًا نتبارز بها، فنكسر كل شيء في هذا الوطن الهزيل.
نصبنا أعداء وبدأنا نرشقها باللوم، كل واحد منا يختار عدوه، ويصرخ في جموع متابعي الوهم.. أن اهجموا:
لونُ اللاعبين هو سبب الهزيمة، لو حولنا الفريق "علبة ألوان" لحقق النصر.
بل غياب عرق معين هو السبب، هل نسيتم أنه "عرق مبارك" كان سيكون مهابًا من الجميع، فلن يقدر أحد على هزيمته.
هناك لاعبون غير وطنيين، ألم تشاهد عجزهم عن مسايرة النشيد الوطني، هل سبق ورأيتم لاعبًا يفوز دون حفظ تلك الأبيات الشعرية؟ مستحيل!
إننا بلد مغضوب عليه.. حبنا للشعر هو السبب، إن "بيوت" الشعر أوهن من أن تصمد أمام هجمات الخصوم.
أنا لا أفهم.. رئيس الاتحادية هو جوهر الأزمة، لو أننا أقلناه قبل البطولة لتوِّجنا بها، لا مشاحَّة في ذلك.
النظام هو السبب.. غزواني يجب أن يستقيل.. إيرا تتحمل جزء من المسؤولية.. فشل التعليم هو سر الهزائم.. صمتُ المعارضة!
مبيدات الشاي وارتفاع أسعار السكر.. إنها مؤامرة من التجار ضد المنتخب!
المرابطون.. لماذا هذا اللقب، لو اخترنا غيره لتأهلنا لكأس العالم وهزمنا الأرجنتين، نحنُ عربٌ ولسنا زوايا.
...
حين ينقشعُ الغبار، سيدرك الجميع أنه لا جديد في الأمر، هُزمنا كالعادة، ولا يحتاج ذلك إلى سبب، سوى أننا ما زلنا عاجزين عن تحقيق النصر الذي نتطلع إليه، وحتى جمهورنا الذي يجب أن يضغط لتحقيق هذا النصر، لا يفهم كرة القدم، يتعاطى معها كما يتعاطى مع السياسة، بسطحية كبيرة.
رغم كل ذلك، هل يجب أن نتوقف عن المحاولة؟!

اثنين, 17/01/2022 - 12:51