لكوارب

حبيب الله أحمد

لا اسأل (مراياها) عادة هل عرفت وجهى أم غيرتنى السنين كما سأل شيخنا الواصل مراقى التوله نزار قبانى دمشق ذات قصيدة لها صهيل 
لكوارب تعرفنى وانا اعرفها 
إن انكرتنى فلعمشة بمراياها اولشيب وخط راسى 
تنكرتى ربما ولكن لاتتنكر لى 
بعوضها اليف كغبارها ووجوه اهلها الطيبين 
نعم تسقط دمعة متمردة تذكارا لحياة هنا كانت صاخبة ولراحلين كانوا هنا تضج بهم المدينة بشاشة وحبا واريحية 
ذهبت أجيال وجاءت اخرى 
يرمقنى( فور ادوا) بعين تكاد تفقد بصرها 
كانه يسالنى اين كل الذين كانوا هنا 
يشيح عنى( المير) بوجهه فلمساءاته ذكرى لاتغيب تستفز في وفيه حرقة ايام( يسعد الجاها من كدام) كما تبرعت ذات صفاء سيدة تجلدها ذكريات زمن جميل 
اما حقول( امبوريه ) فتتوارى خجلا كانها تتلفع باصيل توارى خلف الزمن 
تنحنى للريح كانها فى انسجام نباتاتها وزهو الوانها جيش صيني يؤدى تحية السلام الوطني 
حتى( الكندير) ماعاد له وجه 
يحدق فينا بخرس شديد وقد فقد الذاكرة 
لم يتذكر تلك الليالى الممطرة التى كان يكافح حتى لاتغرق المدينة
ماعادت طيور النهر تكترث بماضيها معه 
هو يمسح وجهه بشمس صباحات المدينة الجميلة وهي تعانقه ثم ترحل وقد اضاعت دروب اعشاشها القديمة 
لكوارب 
عانقت فيها عندما ودعتها تاريخا من البراءة والعنغوان وصخب الحياة 
نعم فيها كان لنا تاريخ

ثلاثاء, 08/02/2022 - 12:17