قراءة انطباعية في وظيفة وزير (4)

محمد الأمجد ولد محمد الأمين السالم

تحدثنا في الحلقة السابقة عن بعض التكاليف  التي يفرضها منصب وزير 
مصروفات أخرىخاصة بالوزير وأم الدار 
حين يجلس شخص ما في منصب وزيرفإن مجتمعه الخاص (القبيلة )ينظر إليه باعتباره خازن الأرزاق القادر على صرف أي مبلغ فإن كان الوزير شخصية غير مندمجة في المجتمع ولا يهتم بممارسة السياسة المحلية ولا يهتم برحمه  كفي شر الكثير من التكاليف لكن عرضه لن يسلم وإن كان مندمجا في المجتمع مهتما بشؤون مجتمعه الخاص فإن أبواب الصرف والتكاليف ستحيط به إحاطة السوار بالمعصم 
سيكون المعول عليه في رعاية مرضى  القبيلة بزيارتهم  في المشافي والمنازل ومساعدة من منهم يحتاجون المساعدة   والمعول عليه في المكارمات الاجتماعية  وما أكثرها إذ لا يخلو يوم من مولود لابن عم أو صديق أوتعزية وهي  كلها تتطلب شاة للذبح أو بعيرا للنحر 
وإن كان ممن يصل الرحم فلابد من صرف مبلغ مالي  يومي أو أسبوعي أو شهري على قريب معوز  وللدار
 متسولوها اليوميون الذين تعودوا على اتخاذها مركزا للغداء والعشاء وهم عادة من الأقارب المتسكعين الفاشلين إلا في امتهان الكسل ولهم مبالغ تصرف عليهم يوميا قد تكون ضئيلة لكنها دائمة 
وهناك مناسبات معينة تتضاعف فيها المصروفات على الوزير منها مواسم الانتخابات وزيارات الرئيس للمنطقة الإدارية التي ينتمي إليها أو المناطق التي توكل له فيها مهام سياسية  
وأما ملابس الوزير من" دراريع"وقمصان ونعل وبدلات مدنية وربطات عنق وعطور  بعضها يتم تجديده عدة مرات في السنة   فلها مصروفاتها واعتماداتها المالية  الكثيرة 
وعن مصروفات  أم الدار فحدث  ولا حرج  ولنبدأبالهاتف الذي يفترض أن تكاليفه تزيد على أربعمائة ألف أوقية أما مصروفتها من الرصيد فلن تقل عن ستين ألف أوقية شهريا وأما تكاليف  ملاحفها الراقية من نوع  "مشنب" و"اسوارى" و"اكنيبَ" و"السوداني" و"القميري "وملاحف "لخياطَ" عالية الجودة  والعباءآت والحقائب وانواع النعل وصناديق  المكياج
وتكاليف الحمام والزينة لحضور الحفلات فأكثر من أن تحصى عددا 
......
منغصات تحيط بوزير اليوم
...... 
  نذكر من المنغصات التي تحاصر وزير اليوم على سبيل المثال لا  الحصر :
-- المرتزق الذي يمتهن استجداء أكف الوزراء ويوصل يومه بنهاره بحثا عن عناوينهم ووظائفهم يستقصي سيرهم الذاتية وأيامهم البيضاء وكبواتهم السوداء يمده  خياله المجنح بما يطرب  مسامعهم  إن انتظر منهم هبة ولا يتورع عن شتمهم والتعريض بهم إن منعوه لمبرر واضح وعذر منطقي 
--الشاعر المفوه المعروف بذرابة  اللسان الذي  يحسن صناعة المدح ويجيد القدح  يقتنص الفرصة يوم تعيين الوزير فينشد في مدحه أمام الحضور ولو لم تكن له به  معرفة  سابقة  ثم يلازمه بالاستجداء الدائم لا يتعفف عن طلب  ولا  يحصل على هبة  إلا ومد يدا لأخرى يسأل النقود وقطع الأرض  والتدخل لدى المسؤولين الآخرين لا يكف شر لسانه ويده غير الموت 
--اللحلاح الملحاح في الطلب طويل اللسان الذي يجيد الإشادة والإساءة وقد تكون له يد في الأمن أو خبرة خاصة في استغلال النفوذ 
--  الأقارب  من أبناء العم وأبناء الجهة والحلفاء السياسيين  الراغبون في الوساطات والتدخلات لدى الوزراء والمديرين ولا حد لهم 
 يلازمون الوزير  ملازمة الظل تجدهم في قاعة الانتظار بالمكتب وأمام المنزل وداخله    وهم طامة وزير اليوم الكبرى لأنهم يعتقدون أنه إنما عين لخدمتهم وتسخير مقدرات الوزارة لصالحهم مطالبهم لا تنتهي وحاجاتهم لا حدود لها منهم الساعي للحصول على التوظيف والاكتتاب  ومنهم الفقير المحتاج لسد الأود

ثلاثاء, 15/02/2022 - 12:14