ترشيد...

هارون ولد إديقبي

من مظاهر الفساد والبذخ بل والغبن التي يجب ان تتغير في بلادنا تخصيص سيارة كبيرة رباعية الدفع لموظفي الدولة العاملين في المدن الكبيرة و الذين تكفيهم سيارة صغيرة توصلهم عملهم ويتحركون بها لانجاز  اعمالهم الادارية...
إن هذا المظهر يوضح عبثية الصرف على سيارات كبيرة تقِل شخصا واحدا يصرف فيها من النقود والوقود ما يشتري عشر سيارات لموظفين..آخرين...ولذا كانت سيارات المراسيم للوزراء صغيرة ولم تكن كبيرة وباذخة.
نعم نتفهم طبيعة عمل القطاعات الفنية الخدمية التي تتطلب حصول الفنيين وليس الاداريين على سيارات تناسب عملهم الفني البحت فهي سيارات خدمة يجب ان تبقى للمرفق الاداري و في المساء تبقى بالمرفق..
نتفهم حصول الموظفين في الداخل (مقاطعات الداخل) خصوصا الحكام الولاة وكلاء الجمهورية القطاعات العسكرية والأمنية على سيارات رباعية الدفع لقلة الطرق ووعورة المسالك وضرورتها لخدمتهم و لهيبة الدولة.. لكن كيف نتفهم وجود سيارات كبيرة لدى موظف او عسكري يعمل في عاصمة مليئة بالطرق المعبدة..تكلف ميزانية الدولة من الوقود والصيانة ما لا يطاق...زد على ذلك عدم مبالات صاحبها بها أحيانا يدخل سيارته الخاصة الفارهة في مرآبه ويترك سيارة الدولة على قارعة الطريق...كم يمكننا ان نشتري بثمن هذه السيارة من باص عمومي لنقل عمال الادارات و المؤسسات العملية...سنقلص الازدحام ونقلل تلوث البيئة في العاصمة.
ألا يسهم هذا في ترشيد الموارد  و القضاء على النقمة الشعبية و الشعور بالغبن لدى الموظفين الاخرين...وهدر المال العمومي..ولنا في تولية عمر الفاروق لعمرو بن العاص على مصر أسوة حسنة.
 أتقدم من هذا المنبر الى المعنيين باستبدال جميع السيارات الفاخرة رباعية الدفع بأخرى صغيرة ويستثنى من هذا سيارات المراسيم وسيارات نقل المعدات الخاصة بالادارات والقطاعات العسكرية و الأمنية...
هذه الظاهرة لا توجد الا في بلدنا التي يركب فيها رئيس مصلحة برادو TX ولا يجد فيها فني وسيلة تقله لتقديم تدخله في وقته المناسب...ظاهرة لم تكن موجودة حتى نهاية الالفية الثانية...هذا مع العلم أن الدولة تحملت النقل عن الموظفين.....

ثلاثاء, 15/02/2022 - 14:24