المعارضة : شارع وأحزاب والشارع يراقب الأحزاب ويتابع أداءها ويحاسبها لاحقا، يتوقع شارع المعارضة ان تتكاتف أحزابها ويساعد بعضها بعضا، ولايقبل منها مراوغة أو متاجرة بالمبادئ والمواقف.
بعض أحزاب المعارضة استطاعت نتيجة لتوحدها العبور نحو الشاطئ الٱخر، لتدخل المنافسة في الشوط الثاني ، اي تردد من طرف بقية أحزاب المعارضة في تقديم الدعم او في محاولة الوقوف على الحياد سيجعل شارع المعارضة ينفض من حول تلك الأحزاب "المترددة" لأنها لم تعد محل ثقة ،قد لايحاسبها وقت وقوع الحدث ولكنه سيحاسبها يقينا في المستقبل ، توجد أطراف في الموالاة لم تمنعها موالاتها أحيانا من طرح قضايا المواطنين والدفاع عنها فبدأت تكتسب شيئا ما ثقة شريحة من المواطنين .
حتى داخل القبائل بدأت بوادر التغيير تلوح في الأفق ، بدأ الشباب يتمردون على زعامات اعتادت الرضوخ للمخزن مقابل وعود بالمناصب والتعيينات، بينما يبقي جمهور القبيلة العريض يعيش البؤس والفقر والتهميش، شباب القبائل هذه الأيام يحاولون تحويل القبيلة من مؤسسة تعيق تقدم المجتمع إلى مؤسسة داعمة لذلك التقدم ومسايرة له، بعض النخب ذات التاريخ النضالي من كل التيارات فضلت إللحاق بركب الأنظمة المتعاقبة بحثا عن فتات الموائد ولتحصل مقابل "شرعيتها" النضالية السابقة على مناصب وتعيينات ولكن هذه الأجيال الشبابية اليوم لم تعد تتذكر تلك الأسماء ولا ذلك النضال ،ومن يتذكره منها يتأسف كثيرا على ذلك التحول ويعتبره "ردة سياسية" لايكفي أن يقول أحدهم في مقابلة إعلامية أو على صفحته( أنتم لاتعرفونني فلطالما تم تعذيبي من أجل المبادئ ، وتم سجني من أجلها) مرددا بكائياته الطللية الحزينة فيجيبه لسان الحال وهو أصدق من لسان المقال (ولكنك نكصت على عقبيك وفضلت المصالح فدعك من ذكر المبادئ).
لقد استطاع شباب لأنهم صادقون في أقوالهم ونضالهم الفوز في هذه الإنتخابات.
الصدق مع الذات ومع الٱخرين أمر ضروري بالنسبة لمن يريدون ممارسة السياسة، أعرف أن البعض من الذين اعتادوا قراءة ميكيافيل سيعترضون على هذا الكلام ، ولكن بعض المرشحين في هذه الإنتخابات خالفوا تعاليم ميكيافل ونجحوا في الشوط الأول
أيها المواطن عليك أن تنظر في المرٱة وتتأمل ملامحك جيدا قبل الذهاب من أجل تأدية واجبك الإنتخابي.
هذه تأملات راودتني ونحن على أعتاب الشوط الثاني لعل وعسي.
...................................
نقلا عن صفحة الكاتب
