زيادة سعر المحروقات ...

محمد الحسن محمد أحمد

ليس من المنطق  السليم أن يتمنى أي مواطن زيادة المحروقات أو أي مادة أساسية فى حياته لأنه من يدفع ثمن الزيادة من جيبه بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، ومن غير المنطق ولا المستساغ أن تكون هناك حكومة على وجه الأرض تتمنى زيادة سعر اي مادة، بل تتحمل تبعات الزيادة عن المواطن مادامت تستطيع، هذا هو المنطق السياسي عند أي نظام، كما أن المنطق السياسي عند خصوم اي نظام هو استثمار لحظات تذمر المواطن ومحاولة استغلال ذلك التذمر وإظهار ضعف الخصم وتسجيل الأهداف السياسية ولو عن طريق تسلل كهذا!! 
ومن غير المنطقي كذلك أن يقول البعض أن أسعار البنزين انخفضت أمس فذاك من استغباء المواطن واللعب بوعيه!! 
ما حدث أمس أن البورصات فى الأسواق العالمية ختمت تداولها على سعر منخفض بشكل بسيط وهو ليس خبرا لو لا أن المواد البترولية تشهد ارنفاعا منذ فترة وبالتالي أي هبوط فى سعرها ولو بشكل رمزي يعتبر أمرا مهما، ولذلك انخفض ب حوالي خمس دولارات فقط!! 
وكان على الذين أوردوا خبر هبوط سعر النفط أمس أن يتطرقوا لارتفاعه اليوم، حيث ارتفع بأكثر من  2% فى ختام  تعاملات جلسة اليوم.
الدولة بتحملها فارق السعر  عن المواطن فى مادة البنزين تتكلف حوالي 15%  من الميزانية العامة (حسب آخر تصريح لوزير الاقتصاد) وهو أمر لن تسطيع دولة بإمكانياتنا المتواضعة أن تواصله .
كان بودنا أن نسمع تحليلات وآراء الاقتصاديين لنستفيد ونعمق تصوراتنا وفى انتظار ذلك تبقى أغلب (إن لم تكن كل)  الردود التي غلبت على فضاءنا اليوم ردود سياسية انطباعية وهذا منها طبعا .

سبت, 16/07/2022 - 10:34