نمنمات بين السياسة والأدب

عزيز الحاج

1- المظلوم ظالماً

قال الشاعر انسي الحاج ان المظلوم ما ان يغلب الظالم حتى يعيد إنتاجه ويزيد.. وفي العراق، رأينا أن من تحدثوا عن المظلومية صاروا أكثر الحكام فساداً على الأرض.

2- الدرّ والجيفة

عندما تغيب الديمقراطية في بلد ما تختل الموازين في كل الميادين، فيصعد غير المؤهلين وقد يحتلون مراكز حكومية هامة، بينما تنكمش الكفاءات، وحين تطغى قوى الدكتاتورية والفساد، تنكمش القوى الحية في الشعب. وقد سبق للشاعر ابن الرومي أن قال:

رأيتُ الدّهرَ يرفعُ كلَّ وغدٍ.. ويُخفِضُ كلَّ ذي رتبِ شريفة كمثل البحر يرسب فيه حيّ.. ولا ينفكّ تطفو فيه جيفة

3- الأخوان وإلغاء الوطن

أن حركة الأخوان المسلمين التي نشأت في مصر عام 1928، ودمجت السلفية المذهبية بالأغراض السياسية والنشاط السياسي، وذلك فيما عرفت بأيديولوجيا الإسلام السياسي بكل مذاهبه وتفرعاته، وما يؤدي إليه من إرهاب جهادي. وتلك الحركة جاءت بنظرية حاكمية الله (زمن سيد قطب)، التي نحو دولة الخلافة الكبرى في العالم، التي يحكمها الإخوان باسم الله.... والإسلام السياسي لا يعترف بالأوطان وحدودها، بل أنما هو الوطن الديني والمذهبي الأكبر بالعالم. ومن هنا قال احد المرشدين السابقين المصريين للإخوان: (طز في مصر و أبو مصر واللي في مصر) وقبل سنوات، قال احد مساعدي خامنئي أن العراق (عاصمة إيران الكبرى). أن هذا الإلغاء للوطن وحدوده يلغي معه مبدأ المواطنة الذي تقوم عليه الديمقراطية، بالضد من المحاصصات الضيقة على أسس دينية ومذهبية وعرقية. وأتذكر أننا في العراق منذ الدراسة الابتدائية كنا ننشد في ذكر الوطن والدفاع عنه، وكانت لنا أناشيد كثيرة عن (وطني)، (موطني) (نحن جند الوطن)،... الخ... فهل بقي ذلك للتغني بالوطن؟

4- (الربيع) جحيماً

منذ بداية التحركات الشعبية العربية قبل سبع سنوات برز تعبير (الربيع العربي)، مقارنة لربيع الدول الأوربية الشرقية التي انتقلت للديمقراطية سلمياً بوجه عام. وكنت ممن انتقدوا هذا التعبير وأبديت مع آخرين شكوكي في قيام الديمقراطية في تلك الدول بالحال، أي حال ذهب حاكم ومجيء أخر. فثورة التغيير الديمقراطي ليست مجرد إزاحة حاكم ما، بل هي تغيير جوهري في الدولة والمجتمع وممارسات الحكم. ولا تقوم الديمقراطية عندما لا تكون هناك مؤسسات ديمقراطية وممارسات ديمقراطية راسخة وليس مجرد انتخابات مريضة... والدول الأوربية الشرقية كانت مجاورة لدول ديمقراطية بالعكس من سورية أو ليبيا وغيرهما... ورأينا أن اللجوء إلى السلاح جعل أوضاع سوريا وليبيا واليمن هي الأسوأ.

وأخيرا تمنيات حارة للأخ الدكتور عادل عبد المهدي لاختياره لرئاسة مجلس الوزراء الجديد، راجين له النجاح في مواجهة عصابات الفساد والقتل والطائفية، وكل المافيات المماثلة، التي تناقض أي إصلاح ديمقراطي في العراق.

إيلاف

خميس, 25/10/2018 - 10:21