مدرسة العودة..انجاز بطعم الفوز

بصوت واحد نشدت طالبات مدرسة العودة في بيت لحم، النشيد الوطني في حفل أقامته المدرسة لاستقبال نتائج تحدي القراءة العربي للعام 2018 الذي اقيم في دبي اليوم الثلاثاء، وهي من بين 5 مدارس وصلت الى التصفيات النهائية على مستوى الوطن العربي لتتنافس على اللقب، الذي فازت به مدرسة الإخلاص من الكويت. وقالت الطالبة شيرين محمد، من خلال هذا التحدي استطاعت كل طالبة بالمدرسة قراءة ما يقارب خمسين كتابا في مواضيع متنوعة ومفيدة، وعدم حصول مدرسة العودة على المرتبة الأولى هذا العام ما هو إلا حافز للعمل للسنوات القادمة.

وتقام مسابقة تحدي القراءة العربي بنسختها الثالثة برعاية ومبادرة حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وتعتبر المبادرة الأكبر عربيا لغرس ثقافة القراءة لدى الناشئين، وتتزايد أعداد الطلبة المشاركين عاما بعد عام، ويشارك في هذا الموسم طلاب من 44 دولة، بينها 14 دولة عربية، و30 دولة أجنبية، وذلك في أول مشاركة رسمية واسعة للطلبة العرب المقيمين في المهجر، وتستمر تصفيات تحدي القراءة العربي في الدول المشاركة على مدى ثلاثة أشهر ونصف ضمن جدول زمني تحدده كل دولة خلال هذه الفترة.

وقال محافظ بيت لحم كامل حميد إن وصول إحدى مدارس فلسطين متمثلة بمدرسة العودة في بيت لحم مرة أخرى، ووصول مشارك في تحدي القراءة العربي من فلسطين وأربعة من خارج الوطن من الجاليات هو انتصار كبير لفلسطين، ويعبر عن الدور الثقافي والتاريخي والعربي الذي يمثله شعبنا الفلسطيني دعما للقراءة وللثقافة العربية والعروبة، مؤكدا أن فلسطين أصبحت رقما صعبا وقائما وراسخا في كل هذه المسابقات الدولية والعربية.

وهنأ حميد شعبنا وقيادتنا بهذه الانجازات، مشيرا الى أن العبرة ليست بالجائزة إنما بالمستوى الذي وصلت إليه هذه المدارس وهؤلاء الطلبة وتفوقهم واستمرار حفاظهم على هذا المركز المرموق على مستوى المسابقات العربية.

وأضاف حميد ان هناك اهتماما من القيادة ووزير التربية والتعليم بالمدارس، وضرورة مشاركتها في المسابقات لترفع اسم فلسطين في كل المحافل الدولية، ويعتبر وصول متسابقينا إلى كل العواصم هو دليل على ترسيخ وجود الشخصية الوطنية، وهويتها التي يريد الاحتلال طمسها وتغييب وجودها.

من جانبه، هنأ مدير التربية والتعليم في بيت لحم سامي مروّة، مدرسة بنات العودة، إدارة ومعلمات وطالبات، على الوصول إلى هذه المرحلة المتقدمة جدا، فالمدرسة احتلت مركزا بين خمس مدارس اختيرت من بين 52 ألف مدرسة في الوطن العربي.

وقال مروّة إنه تمنى أن تحصد المدرسة المركز الأول، ولكن هذا لا يقلل من النجاحات التي حققتها المدرسة وهيئتها التدريسية، وهذه الانجازات هي نتيجة تراكمات وعطاء لهذه المدرسة، فهي مثلت فلسطين في العالم مرتين قبل هذه المرة في أميركا في معرض العلوم والتكنولوجيا "آنتل" وفازت بإحدى الجوائز العالمية، مؤكدا أنها ستبقى سائرة على خط النجاح والتميز وترفع اسم فلسطين عاليا في كل المحافل الدولية.

بدورها، قالت منسقة مشروع تحدي القراءة في مدرسة العودة شيرين عرار، إنها تفتخر بالوصول لهذا المركز، الذي اعتبرته فوزا لما أحدثه هذا التحدي من تغيير للأفضل داخل أسوار المدرسة وخارجها.

وقالت: إنه رفع نسبة التحصيل العلمي للطالبات، ونشأت مجموعة من الطالبات أصبحت لديهن القدرة على التأليف وقمن بتأليف كتاب أطلقن عليه اسم "أنامل بانتظار العودة" وفيما بعد تم اصدار ملحقين بعنوان "الجودة في سنابل العودة" و"يرعات العودة"، أما خارجيا فقد نشرت المدرسة حملة "نقرأ للجميع" في محافظة بيت لحم، ونشر القراءة في المستشفيات لقتل وقت الفراغ ووقت الانتظار، وتقديم كتب للأطفال الذين يفتحون حسابات في البنوك، والتبرع بالكتب لمؤسسات من ذوي الاحتياجات الخاصة.

وأضافت عرار: رغم عدم الفوز، إلا أنها ترى أن مدرسة العودة هي المتميزة والفائزة، مؤكدة أن "النتيجة لا تزيدنا إلا إصرارا والمضي فيما بدأنا به، وإتمام حملتنا لنقرأ للجميع في كل مكان".

وقالت الطالبة سديل خلف من الصف التاسع إن مشاركة المدرسة في التحدي غيرت نظرة الطالبات للحياة، والقراءة ساعدت في التفكير خارج الصندوق بشكل أوسع وعلى حل المشاكل بطريقة أفضل، مشيرة الى أن مشاركتهن مكسب، والفوز والخسارة في هذا المقام هو فائدة عظيمة.

 واضافت: "إحنا خلينا طفل صغير في الروضة يقرأ ومسن في العيادة يستثمر وقت انتظاره بالقراءة فهذا فوز كبير".

-

 

 

و.ك

 

سبت, 03/11/2018 - 17:30