حزب موريتاني يخلد ذكرى الحركة التصحيحية بسوريا

أشاد الحزب الوحدوي الديمقراطي الإشتراكي بالحركة التصحيحية وقائدها المغفور له حافظ الأسد.

وجاء في بيان للحزب بمناسبة الذكرى الثامنة والأربعين للحركة التصحيحة في القطر العربي السوري، إن سورية استطاعت أن تجتاز بثبات مؤامرة الحرب الكونية الظالمة التي فُرِضَت عليها على مدى ثمان سنوات، هذه الحرب القذرة التي شكلت رهانا للقوى الإستعمارية و أذنابها في المنطقة لضرب هذه الحالة المتميزة في واقعنا العربي المعاصر.  

وثمّن الحزب الإنجازات التي تحققت في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد، مشيرا إلى أن استحضارنا اليوم لهذه الذكرى و ما أنجزته الحركة التصحيحية في إطار بناء التوازن الإستراتيجي مع الكيان الصهيوني، هذا التوازن الذي عمل على إنجازه القائد الخالد حافظ الأسد والذي واصله على نفس النهج الدكتور بشار الأسد، هو الذي مكّن القطر العربي السوري من مواجهة العدوان الصهيو ـ أمريكي الوهابي الظلامي التكفيري و دحره.

وفيما يلي نص البيان:

تحل اليوم ذكرى الحركة التصحيحية المجيدة، وسورية تجتاز بثبات مؤامرة الحرب الكونية الظالمة التي فُرِضَت عليها على مدى ثمان سنوات، هذه الحرب القذرة التي شكلت رهانا للقوى الإستعمارية و أذنابها في المنطقة لضرب هذه الحالة المتميزة في واقعنا العربي المعاصر.

إن استحضارنا لهذه الذكرى و ما أنجزته الحركة التصحيحية في إطار بناء التوازن الإستراتيجي مع الكيان الصهيوني، هذا التوازن الذي عمل على إنجازه  القائد الخالد حافظ الأسد والذي واصله على نفس النهج الدكتور بشار الأسد، هو الذي مكّن القطر العربي السوري من مواجهة هذا العدوان الصهيو ـ أمريكي الوهابي الظلامي التكفيري و دحره.

لقد كان قائد الحركة التصحيحية، القائد الخالد حافظ الأسد، أمة في رجل.. لقد أنقذ سوريا من حالة الضياع التي كانت  تترنح فيها، حيث كان معدل الإنقلابات، انقلاب عن كل ستة أشهر، لقد كان 16 تشرين الثاني 1970 ثورة حقيقية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، ثورة في شتى مناحي الحياة السياسية و الإقتصادية و الثقافية و الإجتماعية و ما رافق ذلك من تطور علمي على كل الصعد الزراعية و الصناعية و الطب بمختلف تخصصاته...

فقد كان حافظ الأسد ينظر إلى سورية بعيون عربية و لم ينظر إلى العرب أبدا بعيون سورية.. و قد جعل من سوريا البلد العربي الوحيد الذي يدخله جميع مواطني الأقطار العربية و كأنهم يدخلون إلى بيوتهم الخاصة معززين مكرّمين، لا يأخذون تأشيرة الدخول ولا تُفرض عليهم الإقامة.

و قد فتح حافظ الأسد رحمه الله، جميع الجامعات والمعاهد السورية أمام الطلبة العرب في مختلف التخصصات العلمية و ظلت الدولة السورية تقدم في الكثير من الحالات الإعانات المالية و السكن الجامعي لمنهم يدرسون على حسابهم الخاص.. كل ذلك بهدف المساهمة في تنمية الأقطار العربية حديثة النشأة و تعزيز استقلالها.

و لم تكتف سوريا الأسد بذلك و حسب، بل أرسلت العديد من البعثات التعليمية إلى الأقطار العربية و منها بلادنا موريتانيا و ذلك على نفقة الدولة السورية على الرغم من شح مواردها في تلك الفترة.

لقد حوّل القائد الخالد حافظ الأسد، سوريا إلى قلعة يتحصن فيها ثوار الحرية الهاربين من جحيم الإضطهاد في بلدانهم، فمن حزب المؤتمر الجنوب إفريقي إلى حركة تحرير أريتريا إلى العديد من حركات التحرر في آسيا و إفريقيا و أمريكا اللاتينية، و من نافلة القول أنها شكلت جدارا منيعا في مواجهة الأطماع الصهيونية و الإستعمارية في فلسطين و لبنان، و تصدت لتبعات نكسة حزيران 1967 و استعادت العديد من البلدات والقرى السورية التي فقدتها في ذلك العدوان المشؤوم في معركة السادس من تشرين الأول التحريرية سنة 1973، أي بعد ثلاث سنوات من عمر الحركة التصحيحة المجيدة.

و قد نزعت الحركة التصحيحية الغِلَّ و صححت المفاهيم عن الحركة القومية العربية، حيث نقلت العروبة من حالة انتماء إلى عنصر، إلى حالة انتماء إلى حضارة إلى ثقافة إلى حيّز جغرافي يسمّى الوطن العربي، إلى حالة إنسانية جامعة لأبناء هذا الحيّز الجغرافي لأبناء الوطن العربي الواحد من المحيط إلى الخليج.

و تجاوزت الحركة التصحيحة المجيدة بالعروبة، الحالة الضيقة الجامدة عن العرب و العروبة إلى الحالة الإنسانية الأوسع و الأشمل وبذلك قوّت وعمّقت الروابط و المشتركات بين ضحايا الظلم و الإستبداد الإستعماري في إفريقيا و آسيا و أمريكا اللاتينية.

و على مدى أزيد من أربعة عقود، نقلت  الحركة التصحيحية القطر العربي السوري من بلد يسوده التخلف و يتحكم الإقطاع في جميع مفاصله، إلى البلد العربي الوحيد الذي حقق إكتفاءه الذاتي في مختلف المجالات اعتمادا على إمكاناته الذاتية و خبرات أبنائه، حيث أصبح القطر العربي السوري يصدر الغذاء والدواء إلى جميع بلدان الإقليم، الشيء الذي جعل الإمبريالية و الصهيونية العالمية و منظومة الإستعمار الغربي تتربص به الدوائر.

و لا يسعنا في الحزب الوحدوي الديمقراطي الإشتراكي، إلا أن نترحم بهذه المناسبة على هذا القائد الرمز الذي كان يمثل هموم و معاناة أمته في برنامجه و توجهاته والذي لم تفيه أمته المغلوبة على أمرها حقه في الإجلال والإكبار والتمجيد، وكلنا يقين أنه إذا كتب تاريخنا السياسي  الحديث بحياد، فلن يوجد قائد مَثّلَ أمته و ناضل عن حقها في التحرر و الإنعتاق مثل حافظ الأسد.

عاش القطر العربي السوري على درب التصحيح تحت قيادة القائد الرمز الدكتور بشار الأسد

و المجد والخلود لشهداء الجيش العربي السوري أكرم من في الدنيا و أنبل بني البشر

اللجنة التنفيذية

الحزب الوحدوي الديمقراطي الإشتراكي

نواكشوط بتاريخ: 16/11/2018

سبت, 17/11/2018 - 11:12