مرشح تكريس العدل وبناء الثقة

إسلمو ولد سيدي أحمد

في الوقت الذي تستعد فيه موريتانيا لإجراء انتخابات رئاسية هذه السنة (2019م)، يطيب لي أن أشير إلى بعض المعايير التي ينبغي أن تتوفر في مَن يقع عليه اختيارنا لرئاسة الجمهورية.

ينبغي للمترشح أن يتصف-من بين أمور أخرى-بما يأتي:

العدل، الوطنية، المسؤولية، حسن الخلق، الحكمة، الصبر، حب الخير للناس جميعا.

بهذه الصفات، سيتمكن -بإذن الله- من بناء الثقة بين الدولة والمواطن، تكريس العدل والمساواة وتكافؤ الفرص بين أبناء الوطن كافة، صيانة المكتسبات والبناء عليها في إطار التنمية الشاملة، التغيير البنّاء في ظل الأمن والاستقرار.

وانسجامًا مع العنوان الذي اخترته لهذه الخواطر، أشير إلى أنّ الثقة بين الحاكِم والمحكُوم تُبْنَى أساسًا على العَدْل. ومِن ثَمَّ فإنّ تكريس العدل هو البَلسَم الشافي من كل أمراض المجتمع، وبه تتحقق الديمقراطية وتكافؤ الفرص أمام المواطنين (في دولة المواطنة)، كل حسب قُدُراته ومؤهِّلاته.

ينبغي لنا-ونحن نستعد لتنظيم هذه الاستحقاقات الرئاسية- أن نسجّل وقفة مع النفْس لتقوِيم التجارب السابقة، وأخذ الدروس والعِبَر ممّا شهده العالم من تطورات وما عرفته بلادنا من تحولات منذ استقلالها (سنة 1960م).

بناءً على ما تقدم، فإنني أرى أنّ الأخ المحترم/ محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الغزواني، هو الرجل المناسب لقيادة بلادنا في المرحلة المقبلة، وأتوقع أن يلتف حوله طيف واسع من مختلف الأحزاب السياسية والشخصيات المستقلة وكل المواطنين الحريصين على المصلحة العامة للبلد.

لقد تولدت لدي هذه القناعة، من خلال متابعتي لسيرة الرجل الحسنة، رجل يحظى باحترام العديد من الموريتانيين (موالاةً ومعارضةً ومستقِلين)، مشهود له بالكرم وحُسْن الخُلُق، لم يُنقَل عنه أنه أساء إلى أحد أو ظلمه أو أضرّ به، يعمل في صمت، واكب العمل الوطني في مراحل حساسة من تاريخ الأمة (وطنيًّا ودوليًّا)، شارك بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في أهم ما تحقق من إنجازات وطنية في الآونة الأخيرة.

يُضاف إلى ما سبق أن مضمون خطاب ترشحه لمنصب رئيس الجمهورية (وقد تابعته في الوقت الذي كنت أعد فيه هذا المقال)، تضمن أفكارا إيجابية ومؤشرات مهمة تؤكّد أنّ للرجل فكرًا ثاقبا وثقافة واسعة.

من ذلك أنّه خاطب الشعب الموريتاني واصفًا إيّاه بالشعب الأبيّ الكريم، وكأنه يريد أن يقول-بشكل غير مباشر-إنه يطمح إلى أن يكون مرشح جميع الموريتانيين، طالبًا منهم الالتفاف حول مشروعه السياسي حتى نحقق التحول المطلوب (لعل في ذلك إشارة إلى التناوب السلمي على السلطة)، متعهدا بأن يكون منفتحًا على جميع الآراء. إنصافه لمن حكموا هذا البلد واعترافه بأنّ كل واحد منهم قد اجتهد فوضع لبنة في بناء الوطن، فمنهم من أخطأ ومنهم من أصاب. التزامه-في حالة انتخابه-بالعمل على الدفاع عن حوزة الوطن، توطين أركان الدولة، تقوية الوحدة الوطنية، إصلاح النظام التربوي، العناية بالشباب والمرأة وإشراكهم في بناء الوطن، استفادة المواطنين جميعا من خيرات بلدهم. أعرب الرجل (وفاءً منه لرفيق دربه، والوفاء خصلة محمودة) عن شكره وتقديره لفخامة رئيس الجمهورية/ محمد ولد عبد العزيز، مشيدًا بما تحقق من إنجازات في العشرية الأخيرة التي تولى فيها مقاليد الحكم.

وفقنا الله جميعًا لما فيه خير البلاد والعباد، إنه وليّ ذلك والقادر عليه.

ثلاثاء, 05/03/2019 - 12:05