اكتشاف سواتي...ني!

محمد محفوظ أحمد

في علاقاتنا "الاستراتيجية" مع مملكة سواتيني الشقيقة، أفترض أن بروتوكول الدولة الموريتانية وديبلوماسيتها عموما ـ إذا كانوا يؤدون عملهم الفني ـ قد تملكتهم الحيرة وراحوا في حيص بيص مرتين:
الأولى في السنة الفارطة حين كانوا يرتبون للقمة الافريقية في نواكشوط، فإذا هم بدولة اسمها "مملكة سواتيني"؛ فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون: أين هي وما علمها وما نشيدها، ومن هو آخر ضابط ينقلب فيها ليحكمها؟... قبل أن يخبرهم العلامة "غوغل" أنها مملكة مستقلة توجد في أمعاء دولة جنوب إفريقيا، على مساحة أقل قليلا من مساحة مقاطعة الشامي الموريتانية، ويزيد عدد سكانها قليلا على سبعمائة ألف نسمة. 
ثم فتح عليهم بأنها هي نفس الإقليم الذي كان يعرف ب"سوازيلاند"، قبل أن يسميها سواتي الثالث: مملكة "اسواتيني" العظمى؛ تيمنا باسم أسرة جلالته. وبالمناسبة، ليس ذلك بدعة؛ فهناك دول أكبر وأشهر وأغنى... تسمى باسم أسرة ملوكها، ولا يتناطح في ذلك بعيران!
الثانية: كانت يوم أمس ـ وكل هذا افتراض محض ـ حين بحثوا عن تعلة "رسمية" لزيارة الدولة التي يقوم بها فخامة رئيس الجمهورية وحرمه لمملكة سواتيني على رأس وفد رسمي كبير.
وبما أن السياحة و"الندوية" وغيرها من أنماط "التسدار" في بلاد الله الواسعة... لا تصنف في ابواب "زيارة الدولة" الرسمية، فقد وجدت الديبلوماسية الموريتانية حلا جميلا هو "التوقيع على مذكرة تفاهم بين موريتانيا واسواتيني حول المشاورات الثنائية المنتظمة". 
ومعلوم أن "المشاورات الثنائية المنتظمة" مجال ديبلوماسي واسع ومألوف ومطلوب بين الدول، وقد لا يعني شيئا على الإطلاق أكثر من خط على ورقتي فلوسكاب!!

حاشية:
يقول رواد سوق نواكشوط إن صورة جلالة الملك سواتي الثالث، بملابسه وخاصة "سبنيته" المزركشة وأساوره التقليدية وعصاه، التي انتشرت خلال زيارته لانواكشوط، قد جعلت كثيرا من النساء الموريتانيات المشتغلات بالرفاهية والتسوق والسياحة... يَتُقنَ إلى زيارة بلاده العجيبة؛ وبعضهن قد أيقن أنه "حجاب" مكاشف، فتعلقن بلقياه و"ﮔـزانته" في قصره بالعاصمة "امبابان"! 
وربما كان هذا من بنات أفكار الناس التي أوحت لهم بها غرابة زيه مثلا... ولربما فيه بعض الصحة؟! فالله أعلم.
وأما المشتغلون بالسياسة والمعارضة وذلك النوع، فقد قالوا ـ من باب "اخروجو" ـ إن الرئيس السابق المنتخب المحترم: سيدي ولد الشيخ عبد الله لا يُتخطى أثره، ولا يتهمه أحد بـ"مبيقة" أو يأخذه بها، صحيحة أو كاذبة، إلا وقع في أشد منها!!

خميس, 25/04/2019 - 13:02