قيادة المراحل الانتقالية

Mohamed Abdallah Lehbib‎

تحتاج المراحل الانتقالية في أعمار الدول والأنظمة إلى قادة يحوزون ثقة المنظومة القائمة، وتطمئن إليهم، ويعرفون مخاوفها بشكل دقيق، بحيث يستطيعون قيادتها لقبول التغيير التدريجي والانتقال إلى حالة تشاركية مع قوى المجتمع الأخرى.

على أنه من الضروري أن تكون لهؤلاء القادة القدرة على التواصل مع كتل أخرى من القوى التي كانت خارج دائرة المنظومة الحاكمة، تواصلا لا يجعلهم يذوبون فيها بحيث يثيرون مخاوف القوى الرئيسة في منظومة الحكم، ولا يضيع، في ذات الوقت، النتائج الذي يمكن أن تترتب على تطعيم المنظومة الحاكمة بقدر موزون من رؤية القوي التي ظلت تنادي بالتغيير والإصلاح.

ومن الضروري لمثل هذه القيادة ألا تثير مخاوف المنظومة الحاكمة، لأن إثارة مخاوف المنظومة الحاكمة من منتسبين سابقين لها، بدلوا مواقفهم منها، أقوى بكثير من مخاوفها من القادمين من خارجها، لأن الاعتقاد السائد أن الذين انتموا إلى المنظومة في وقت معين، وخبروا مداخلها ومخارجها، يكونون أكثر إصرارا على تفكيكها، وتكون مقاومتها لهم شرسة وعنيفة، لا تتحملها المراحل الانتقالية.

أربعاء, 15/05/2019 - 13:00