"انحراف واستفزاز".. جنرالات القصر يذيعون بيانا حول مليونية السودان

أصدر المجلس العسكري السوداني صباح اليوم الاثنين بيانا اتهم فيه قوى الحرية والتغيير باستفزاز القوات النظامية وحرف مظاهرات المواكب المليونية عن مسارها، مما أدى لسقوط قتلى وجرحى. وفي حين تعهد بضبط بالأمن، أبدى استعداده للدخول في مفاوضات سياسية لتجاوز الأزمة.
 
ويأتي بيان المجلس بعد يوم من خروج مظاهرات حاشدة في مختلف المدن السودانية تحت عنوان "المواكب المليونية"، للمطالبة بتسليم السلطة للمدنيين.
وتلا البيان المتلفز الفريق أول ركن جمال الدين عمر محمد إبراهيم عضو المجلس العسكري ورئيس لجنة الأمن والدفاع.

وجاء في البيان أن قوى الحرية والتغيير حرضت المتظاهرين لحرف المسيرات عن أهدافها وإعادة تحريكها صوب الميادين، وتجاوز القوات النظامية وعبور الجسور للوصول إلى القصر الجمهوري وساحة القيادة العامة.

وأكد أن القوات النظامية التزمت بضبط النفس لكن بعض المتظاهرين قاموا بقذفها بالحجارة، مشيرا إلى مقتل وإصابة عدد من أفراد القوات النظامية والشرطة والمواطنين.

وأشار المجلس إلى أنه كان يأمل في التوصل لاتفاق سياسي نهائي الأسبوع المقبل.

وحمّل المجلس في بيانه قوى الحرية والتغيير المسؤولية الكاملة عن هذه التجاوزات والخسائر بين القوات النظامية والمواطنين.

وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الصحة السودانية سقوط سبعة قتلى وإصابة 181 شخصا بينهم 27 إصابة بطلق ناري، جراء المسيرات الحاشدة التي خرجت في أنحاء عدة من السودان.

وقال وكيل وزارة الصحة سليمان عبد الجبار إن من بين المصابين عشرة عسكريين، بينهم ثلاثة من قوات الدعم السريع، وأشار إلى وقوع خمسين إصابة نتيجة للتدافع وسقوط المحتجين على الأسلاك الشائكة.

من جهتها، أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية -وهي من الكيانات الداعمة للحراك الشعبي- أن خمسة متظاهرين على الأقل قتلوا، وأصيب مئة آخرون في المسيرات التي شهدها السودان أمس للمطالبة بتسليم السلطة للمدنيين.

وكان عشرات الآلاف خرجوا أمس الأحد في أنحاء السودان في "المواكب المليونية"، تحت شعار "مواكب الشهداء وتحقيق السلطة المدنية".

وردد المتظاهرون شعارات تطالب المجلس العسكري بتسليم السلطة للمدنيين، كما طالبوا بمحاسبة المسؤولين عن قتل المتظاهرين.

ودعا تجمع المهنيين السودانيين المتظاهرين للتوجه إلى القصر الجمهوري، في حين أغلقت الشرطة الجسور وأطلقت الغاز المدمع على المتظاهرين أثناء محاولتهم الاقتراب منه.

وقال تجمع المهنيين السودانيين عبر تويتر إن "سلطة الذعر والانقلاب" ضاعفت العراقيل أمام وصول المتظاهرين إلى القصر الجمهوري، وإنها فعلت ذلك ظنا منها أن هذا يجعلها في مأمن من غضبة الشعب وجبروته، مؤكدا أن عبقرية الشعب السوداني في مقدورها التعامل مع كل السيناريوهات.

في الوقت نفسه، أفادت وكالة رويترز بأن آلاف المتظاهرين حاولوا التوجه إلى مقر وزارة الدفاع في الخرطوم، وأن قوات الأمن أطلقت النار في الهواء.

وبث ناشطون صورا قالوا إنها لإصابة أحد المتظاهرين بطلق في الرأس أثناء مشاركته في مسيرة الخرطوم، كما أكدت مصادر للجزيرة أن قوات الدعم السريع منعت المتظاهرين القادمين من أم درمان من عبور جسر النيل الأبيض.

وفي وقت سابق، قال الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي) نائب رئيس المجلس العسكري إن المجلس يمثل الجميع، وهو حريص على الثورة وليس جزءا من الخلاف، مضيفا "نأمل التوصل إلى اتفاق عادل وشامل يمثل الشعب السوداني".

وأشار حميدتي إلى أن هناك "قناصة مندسين" يستهدفون المتظاهرين وقوات الدعم السريع، وأن المجلس العسكري سيتحرك لمواجهة هذا الموقف.

وبعد ذلك بساعات، قال المجلس العسكري إنه سلم مبعوثي الاتحاد الأفريقي وإثيوبيا وثيقة تتضمن الرد على مقترحهما المشترك لحل الأزمة، تعتبر أن المقترح يشكل قاعدة ممتازة للتفاوض، وتؤكد أن المجلس جاهز للتفاوض اعتبارا من اليوم.

من جانبها، قالت مصادر في قوى الحرية والتغيير للجزيرة إن المبعوث الإثيوبي أبلغهم برغبة المجلس العسكري في التهدئة والشروع في التفاوض.

المصدر : الجزيرة + وكالات

اثنين, 01/07/2019 - 10:33