من هو الرابح الأكبر من فوز محمد ولد الغزواني؟

Abdellahi Elbou

لا بد أن نعترف أولا بالإختلالات التي شابت حملة مرشح الإجماع الوطني محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الغزواني، يجب أن نعترف بأوجه التقصير والتهميش الذي تعرضت له شخصيات كان وجودها في صدارة المشهد أو إنصافها سيغير موازين القوى لصالح المرشح، لابد أن نعترف أن المحسوبية واللوبيات قد غلبت معايير الكفاءة والإقتدار.. 
لا بد أن نعترف بهذا وبغيره، إذا كنا مخلصين حقا لهذا المرشح وحريصين عليه.. ويجب أن نعترف أن هذه المآخذ أثرت بشكل بالغ على أداء الحملة وصورة المرشح في ذهن مناصريه وبعض قطاعات الناخبين..

ولكن هناك رصيدا راكمه محمد ولد الغزواني خلال عقود خدمته وخلال الملفات التي أدارها والإنجازات الحقيقية التي حققها في مؤسستي الجيش والأمن، وصورة رجل الدولة النظيف الصارم والهادئ، صورة الرجل المتواضع الذي ينصت ويصغي ويهتم، وصورة الرجل المهموم بموريتانيا والعارف بما يحدث وبالواقع الحقيقي دون مراهم أو رتوش ودون مبالغات أو مزايدات. 
أعتقد أن هذه الصورة هي ما ترسخ في أذهان المواطنين عن محمد ولد الغزواني، وهي صورة مغايرة للحملة وطريقة إدارتها والعقلية المتحكمة فيها. 
محمد ولد الغزواني خاض حملته الشخصية لوحده أو مع ثلة قليلة من المخلصين له أو للمشروع الذي يحمله لموريتانيا حتى لو تم تغييبهم قسرا عن الصورة ، وهذه الحملة التي قد لا يتعدى طاقمها أصابع اليد الواحدة هي التي نجحت في تقليل الأضرار والخسائر، الناجمة عن سوء الإدارة والتسيير وانعدام التخطيط ونقص الكفاءة والخبرة وربما التواطؤ، إلى حدودها الدنيا. 
يجب أن نعترف أن طريقة إدارة الحملة وعقلية تسييرها والشخصيات التي تصدرت مشهدها إداريا وسياسيا وإعلاميا ستنعكس بشكل بالغ السلبية على نتائج المترشح هكذا تقضي طبائع الأشياء، وهناك مواطنون سيصوتون ضد الحملة لا ضد المترشح، وهناك آخرون سيقفون على الحياد نكاية في الحملة ولكنهم جميعا يحتفظون بالاحترام والتقدير لهذا المترشح. 
سوف تكون هناك مفاجآت موجعة ومؤلمة ولكنها ردود فعل مفهومة ومنطقية.. 
ومع ذلك سيحصد محمد ولد الغزواني النسبة الأكبر وسيفوز في النهاية وحين يدخل القصر رئيسا بتفويض من الشعب وبقوة الدستور عندها سيكون هناك كلام آخر، وحينها فقط يمكن أن نرى التسيير الذي يعبر عن الرجل والاختيارات التي تترجم رأيه ورؤيته، وعندها فقط نستطيع أن نحاسبه على التقصير والخطأ واختلال التسيير إن حصل، ببساطة لأن الحملة الانتخابية بظروفها الحالية لايمكن أن تكون مقياسا أو معيارا نستطيع من خلاله الحكم على المرشح محمد ولد الغزواني إلا في حدود برنامجه الانتخابي والتصريحات والخطابات الصادرة عنه شخصيا، وهي كلها تقريبا أبانت عن شخص جدي عملي ودقيق، يعرف موريتانيا كما يعرف أبناءه ويهتم بها اهتمامه بنفسه ويحمل لها مشروعا تحتاجه موريتانيا ويحتاجه الموريتانيون أكثر من حاجة محمد ولد الغزواني نفسه إلى الرئاسة، والرابح الأكبر من انتخاب محمد ولد الغزواني هو مستقبل موريتانيا.

ثلاثاء, 02/07/2019 - 18:15