حديث الزيانب

محمد سالم ابن جد

ما أحببت اسما كما أحببت زينب، وما هزني نداء كما هزني نداء زينب، وحين أصدرتُ أهم كتاب نشرته حتى الآن (من وجهة نظري) أهديته إلى زينب "وإلى كل الزيانب من أجلها".
لا عجب، فهو اسمُ أحب من أبصرته عيناي إلى نفسي، وأول من رزئته.. أمي التي أنجبتني، وعلمتني ورعتني.. رحمها الله بواسع رحمته.
ولو اقتصر الأمر على اللائي سمين باسمها من ذريتها أو قرائبها أو بنات معارفها لما كان في الأمر عجب، لكن العجب أن يصل التعلق إلى من لا يشاركها في غير الاسم؛ وفق قول المجنون (أو غيره):
أُحِبُّ مِنَ الأَسماءِ ما وافقَ اسمَها ** أَوَ اَشبَهَهُ أَو كانَ مِنهُ مُدانِيا.
وأختصر ذلك في مثالين:
1. خرجت يوما (1992) من مكتب وزير صديق فإذا بامرأة تلح على كاتبه الخاص طالبة لقاءه، وتقول: قل له زينب.. عرّجت على الكاتب وقلت له: أبلغ الوزير أن مهمة هذه المرأة مهمة لي.. ونزلت. وبعد مدة لقيت الوزير فأخبرني بما صنع في شأنها (وقد نسيتها) وطلب أن تعود إليه لإتمام المطلوب، فاعتذرت بأني لا أعرفها، فقال متعجبا: كيف لا تعرفها وأنت من وصلني بها؟! فقلت: إنما هو اسم والدتي دعاني إلى الاعتناء بها دون أن أعرفها أو أعرف مهمتها، لكن هذا لا يقلل شكر الاعتناء بها وتسهيل مهمتها، فازداد عجب الوزير.
2. في يوليو 2015 سافرت مريضا إلى دكار، وأصررت على أن لا يسافر معي أحد، وفي محطة الانطلاق من روصو السنغالية لقيت موريتانيا يشيع امرأتين: مريضة ومرافقة لها، فطلب مني "الاعتناء برقية وزينب" نيابة عنه. ومع أني أحوج إلى من يعتني بي فقد وافقت دون معرفة به ولا بهما، باستثناء الاسم الخالد الرنان، وانتقلت عن مركب يلائمني إلى آخر يلائمهما وكنت الدليل والترجمان في الطريق وبعد الوصول إلى دكار حتى انتقلتا إلى قريب لهما، ولا علم لي بخبرهما بعد ذلك.

اثنين, 29/07/2019 - 12:46