الشيخ الحسن ماديك في رسالة للرئيس المنتخب

الشيخ الحسن ماديك

رِسالة عاجلة إلى رئيس الجمهورية الْـمُنتخب
محمد ولد الغزواني

أخي الرئيس محمد ولد الغزواني وفَّقَكَ ربِّـي 
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد التحيّة والتقدير 
أرجو استحضارَ أنّكَ على مفترق طريقيْن غيرِ متوازييْن بل ستزدادُ يوما بعد يومٍ بكل خطوة ابتعادا عن الطريق الأخرى، فلا يغلبَنَّك وسواسٌ ولا خنَّاسٌ عن التجرُّد ومبادرةِ إنصاف اليتامى البائسين (التعليم والصحة والزراعة) ولا عن تحرير مستعمرات (الصيد والمطار والميناء ورخص التنقيب) ولِيسعدَ بك الوطن وتبتسم لك الأمّة ولِيُهنِّئَ بعضُهم بعضا بفوزك في الانتخابات الرئاسيّة ولِيتداعَى إليك الأخيارُ الأطهارُ ولِيُمْحِضَكَ الباحثون المتجرِّدون النُّصْحَ والرّاْيَ والمشورةَ لأنّك قرَّرْتَ أن تعيش لغيرِكَ.
وإنْ تستَبْقِ ـ أخي الرّئيس ـ قِلَّةً من الْـمُهرِّجِينَ أضاعُوا البلادَ وأهانوا العباد ونَهبُوا الْـمِيراثَ والتِّلَادَ وخانوا أمانةَ مَنِ ائْتمنوهم من أسلافِك الرُّؤساء الغابرين فقد اخترْتَ طريقًا سلكها قبلَك المعتصم العباسيُّ أوْبَقَتْهُ وَما اختارَه لنفسِهِ من كنوزٍ ومَتَاعٍ وضِيَاعٍ لَـم تُغْنِ عنه شيئًا مِن اجتياح المغول التتار.
أرجو أن لا تَـخِيبَ فِراستـي فِيكَ يوم رأيتُ ببصيرَتِـي أنَّك ستكونُ حُرًّا لا 
(خَلِفَةٌ فِي قَفَصْ ـ بَيْنَ وَصِيفٍ وَبَغا /
يَقُولُ مَا قَالَا لَهُ ـ كَمَا تَقُولُ الْبَبَّغَا/)
ولِتصبحَ راشِدًا تُطْفِئُ الحروبَ ولا توقِدُها وتَئِدُ الفِتَنَ ولا توقِظُهَا وتَصِلُ الرَّحِمَ ولا تَقْطَعُها ومنها رَحِمُ الإخوة الأشقَاءِ في قطر.
وخِتَامًا أوصيكَ بالمبادرَة إلى إلْغَاءِ تأشيرات الدّخول بيننا وبين الأشقّاء في المملكة المغربية فهم الأصل والأهل وأنْ تتعدّدَ الممرّات البَرِّيَّةُ وإنّ مِنَ العار والشّنارِ وآثار الاستعمار فَرْضُ تأشيراتِ الدُّخولِ بيننا وبين المغرب بل لا مُبرِّرَ لاستبقائها رغم إلْغائِها بيننا وبين الأشقاء في السنغال ومالي وما وراءهما، فَأَيُّ قِسمةٍ ضيزَى هذهِ؟ ولِـمَ استثناء المغرب من إلغاء التأشيرة بيننا وبين الجزائر وتونس وليبيا؟ 
أما إنّنا لن نقبل بهذا الاستثناء الظالمِ، لن نقبلَ به مِن حكومة موريتانيا ولا مِن حكومة المغرب..
وكتبه في 30/07/2019
الحسن ولد ماديك 
باحث في تأصيل القراءات والتفسير وفقه المرحلة

ثلاثاء, 30/07/2019 - 02:28