بيرام، حراق موريتانيا المهوس

خميس, 2014-11-13 09:21

بيرام ولد الداه ولد أعبيد المرشح الفاشل في الرئاسيات 2014 ، بعد حصوله على حرية مشروطة في سبتمبر2012 على إثر حرقه للكتب الدينية، تم توقيفه يوم 11 نوفمبر عند مدخل مدينة روصو حيث كان يقود مظاهرة غير مرخص لها واقتحم فيها بقوة حاجزا  أمنيا.

وقد اشتهر الرجل بخطابه العنصري وحبه للإثارة واستغلاله المفرط للوسائل الصحافية. فهو الذي هاجم شرطين عام2011 وكان دائما يحرض الشباب المتطرفين على انتهاك الرموز والتحرش بمواطنيه خلال المظاهرات.

ويمثل ولد أعبيد ، وهو يتصرف تحت اسم براق لمنظمة ايرا الغير معترف بها، النمط النموذجي لجيل جديد من السياسيين الشعوبيين المستعدين لإشعال البلاد.

انه ينتمي إلى فصيلة الفوضويين الذين يبرزون من العدم في بعض أوقات التاريخ يجرون أممهم إلى الهاوية والتطرف والعنف . لقد كان منهم العريف هتلير في ألمانيا والجزار بولبولت في كمبوديا والحائد عن الوصف شارل تيلورفى ليبريا وجوزيف كوني في اوغاندا بمنظمته LRA،التي لابرنامج لها إلى القتل والاختفاء في الغابات المدارية .

ومع بيرام نشاهد ميلاد ظاهرة مقلقة في موريتانيا مع انه تم صنع كل شيء في البلاد لمحاربة اثأر الماضي: الرق وأثاره تحريمه وتجريمه والنص عليه في الدستور وإعداد خارطة طريق للقضاء عليه بإنشاء وكالة وطنية وبرامج خاصة للتمييز الايجابي

كل هذا لا يكفي بالنسبة لبيرام الذي لا يبحث إلا عن السلطة ، ويبدو انه قد اختار لذلك طريقا . فقد أعطى لمنظمته الاسم المختصر للجيش الجمهوري الارلندى مضافا إليه شعار يظهر الرجل الأسود يحطم سلاسل الحديد ويحمل مدفع كلاشنكوف، وخطابا يمس الدين الإسلامي والكتب المقدسة وعلماء الدين وتشجب البيظان أو (العرب والبرابرة)، علما  أن الزنوج الموريتانيين لم يسلموا ، لقد تعرضوا مؤخرا لشتائم هذا الناشط في "حقوق الإنسان" الميال بطبعه إلى العنف اللفظي والجسدي.

ومع انه يرى نفسه الناطق باسم الأكثرية المضطهدة فان بيرام لم يحصل مع ذلك إلا على ثمانية بالمائة(8) في رئاسيات يوليو كان أكثر من نصفها من مجموعات أفلام الانفصاليين والمتطرفين.

وان الجوائز الدولية التي حصلت عليها ايرا على أساس حملات إعلامية مكذوبة واعتبارات جيوسياسية ظاهرة، لم تساعدها وقد تخلت عنها مجموعات كبيرة من ذلك مجموعة الحسين جانك سنة2012 وقد تبعتها مجموعة تضم لمام ولد إبراهيم ولد أميريك  وببكر ولد محمد العبد والسالك ولد انلله . وجاء على إثرهم في مايو 2013 جماعة الدكتور اعل ولد رافع وعبيد ولد اميجن ويعقوب ولد يرعاه ومريم بنت اسلم والمهدى ولد لمرابط .

وفى سبتمبر 2013 جاء دور السيد المحترم يعقوب ولد السالك رئيس المجلس الوطني في حركة ايرا الذي خرج من الحركة بسبب حالة استرقاق مزعومة أبى أن يساعدها مع أن كثيرا من الناس يرون أن سبب النزوح عن حركة ايرا والنزاعات التي تنجم داخلها ترجع في أصلها إلى الخلافات المتعلقة  بتوزيع الموارد المالية ذات المصدر الغامض ، ومنها الاستفزازات الممارسة ضد متهمين بممارسة الاسترقاق حرصا منهم على عدم تلطيخ سمعتهم ، بالإضافة إلى تسيير شبكة من الهجرة السرية إلى أرويا والولايات المتحدة حيث يسهل غطاء حركة ايرا الحصول على التأشيرات وفى هذا الإطار تمكن كثير من الموريتانيين منهم الشيخ جارا احد مناضلي حركة ايرا من السفر إلى ايطاليا حيث تزوج من افانا داما الصديقة السابقة لبيرام.

 

التذبذب الكبير

بيرام هو أحد الحراطين العرب السمر ولد سنة 1965 في ولاية اترارزة وحصل على باكلوريا 1994 وتابع تكوينه ككاتب ضبط وفى محكمة انواذيبو. نجمت  بعض المشاكل بينه مع بعض المتقاضين من العرب البرابرة حيث فآلوا انه حاول استفزازهم .

من سنة 1991 بدء ينشر مقالاته المحرضة على حقد العرب البرابرة عن طريق جبهة أفدك  دعما لمسعود ولد بالخير وتابعه عندما أنشأ حزبه العمل من أجل التغير ثم في حزب التحالف الشعبي التقدمي.

وفى سنة 2004 انخرط في الحزب الجمهوري الديمقراطي الاجتماعي (حزب معاوية ولد سيدا حمد ولد الطايع) وبعد سقوط هذا الأخير ، كان غالبا ما يرى عند المنظمة الغير الحكومية  المسماة  نجدة العبيد ثم استعاد لهجته الالتهابية ليتركها بعد ذلك سنة 2007 ليكون الناطق الرسمي للمترشح الزين ولد زيدان الذي قاطعه بعد ذلك ثم عاد إلى منظمة نجدة العبيد التي جعلته مستشارا للجنة الوطنية لحقوق الإنسان.

شعر بيرام ببعض القلق وسارع ينظر إلى آفاق أخرى لان الجمعية الوطنية بزعامة مسعود ولد بالخير صادقت على القرار المجرم للاسترقاق. ونظرا لطموحه الكبير ابتعد عن منظمة نجدة العبيد في اواسط2008 وانشأ الجبهة المنظمة للحراطين الذي كتبت على الجدران عبارات عنصرية في انواكشوط وانواذيبو ثم انشأ حركة ايرا التي تهدف إلى سبق ببكر ولد مسعود ومسعود ولد بالخير وجميع الحركات الراديكالية الزنجية من نوع حركة أفلام TPMNو KAWTAL سعيا إلى إنشاء دارفور موريتانيا .

وبالإضافة إلى اضطراباته النفسية التي يتعالج منها عند عيادة متخصصة في دكار، فان بيرام ، هو الانتهازي  الكبير الذي يرى نفسه حاملا  للواء السود في موريتانيا اتجاه التمييز العنصري الأبيض المزعوم ، وفى الانتخابات الأخيرة جرف إليه خطابه العنصري ضد البيظان جزءا من ناخبي إبراهيم مختار صار في السبخة والضفة.

لقد أصبح الاتهام بممارسة الرق إرهابا ترميه حركة ايرا في وجوه كل من لا يشاطرونها الرأي.

وكلنا يتذكر كيف تجرأت حركة ايرا على اتهام البنك الفرنسي سوسيني جنرال في موريتانيا بأنها بنك في خدمة النظام ألاسترقاقي العنصري بحجة إن هذا البنك لم يستجب لطلب مساعدة قدمته إليه حملة بيرام الانتخابية. وفى فاتح سنة 2012 تقدم إلى بيرام أقرباء امرأة متابعة ومحبوسة من طرف العدالة الموريتانية بسبب ممارسة العنصرية ليجدوا معه اتفاقا فقال لهم أنى أريد خمسين مليون فأجابوه قائلين لتمكث في السجن خمسين سنة .

يتجذر بيرام بناء على التحسب وإستراتجية يوجه بموجبهما خطابه في اتجاهات عدة:

1 اتجاه البيظان الذين يمثلون أقلية مهيمنة تمارس الاسترقاق هناك يقام باعتصامات أمام منازل من يتهمون غالبا بممارسة الاسترقاق بمجرد الدعوى.

2 اتجاه علماء الدين الذين يطلقون عليهم أبشع الألقاب ويتهمونهم بتبرير الاسترقاق ويهددون بالبول على قبور بعضهم.

3 اتجاه الأحزاب السياسية الذين لا ينضوون وراءه.

4 اتجاه الصحافة التي ملت من تجاوزاته فاعتبرها بذلك صحافة استرقاقية.

5 اتهام مسعود ولد بالخير الذي يعاني بيرام اتجاهه مركب نقص كبير أمام عظمة هذا البطل.

لقد تم تبني  بيرام  من طرف حزب الراديكالية الايطالية قوية الصلة في الأوساط الصهيونية ، و قام في السنوات الأخيرة بعدة رحلات إلى دكار حيث التقى بسفير إسرائيل في هذا البلد ومكافأة  لهجماته على الإسلام ورموزه والعرب بصفة عامة حامت عنه دبلوماسية الدولة العبرية وفتحت له الباب للحصول على كثير من الجوائز الدولية .

وفى ابريل 2012 تجاوز بيرام الخط الأحمر حيث أضاف إلى خطاباته العنصرية حرق الكتب الدينية ولما تابعه القضاء على ذلك خفض ذلك من كبريائه فحرر في السجن بلاغا يعتذر فيه للموريتانيين، وبعد حصوله على الحرية المشروطة في شهر سبتمبر نوه بسياسات رئيس الجمهورية، إلا انه بعد ذلك بشهور قليلة هاجم رئيس الجمهورية وصرح بأن يوم حرق الكتب كان يوما مجيدا. وقبل ذلك برهن على خفته حيث خرج عدة مرات مع جماعة التبليغ وأعلن مرارا أنه سلفي ليعرب بذلك عن توبته ويتحصن من ردود الفعل المحتملة ضد هجوماته المتكررة على الإسلام ورموزه. إن بيرام كالحرباء يتلون بكل لون.

أحمدناه ولدا مبارك