نحن نعيش وضعا استثنائيا..! (رأي حر)

اثنين, 2016-03-07 06:15
الكاتب محمد حاميدو كانتى

في ســـــــــــــــــــــــنة 2008 قامت مجموعة من ضباط الجيش بما أطلقوا عليه حركة تصحيحية عبر انقلاب أبيض -كما يقال- وهذا أمر طبيعي. وبدا من المستغرب  انزعاج الكثيرين من تسمية الانقلاب بالحركة التصحيحية !

نريد الآن أن نكون واقعيين، حينها سنقول إن الانقلاب كان حركة تصحيحية بامتياز، ففي بلدي الأمر الطبيعي هو أن يكون الحكم عسكريا وليس العكس فذلك درب من الجنون ولا أريد أن نكون حالمين!

ثم إن ضباط الجيش في بلدي ليسوا عاديين تماما، كما أن كل شيء في بلدي ليس عاديا فكما أسمع دائما على ألسنة مواطنيّ الأعزاء، نحن شعب خارق لا مثيل له، بلد ربما من المختارين.. استغفر الله

إذا جالست أي مواطن لا على التعيين على طريقة الرياضيين؛ فسيخبرك هذا المواطن أن الشعب الموريتاني متميز بطبعه وأنه من أذكى الشعوب على وجه الأرض، وستكتشف أن كل فرد فيه حالة فريدة قائمة في حد ذاتها، كل فرد في هذا البلد هو مملكة أو إمارة مستقلة!

كل فرد سيخبرك أنه من أسرة ذات خصوصية، هي الأكثر تميزا وأن الدهر لو أنصف لكانوا هم سادة البلد فهم الأولى؛ وأنهم على أية حال سادة أنفسهم ولا سلطة عليهم وأن السلطة تعرف ذلك وتعييه وهي تعرف حدودها معهم؛ أيبدو لكم هذا المنطق للعقلاء؟ بالطبع ستشعرون بالغرابة من كونه ينطق حتى كلمة "سلطة"، فلا يبدو للكلمة معنى في هذه الحالة..!

إذن كل مواطن في هذا البلد هو ثائر لحاله، ولا تتسنى معرفة لماذا يثور، ولا حتى على من..! وبذلك يكون الشعب مجموعة من الثوار؛ لكن كل ثائر لا علاقة له بالآخر..! والسؤال المنطقي الذي قد يتبادر إلى ذهن المتعقل والحالة هذه، هو كيف يجب أن تكون السلطة التي تحكم هؤلاء؟

في الحقيقة هي ليست سلطة إنما يجب أن تكون إمبراطورية؛ فما نحتاجه في هذه البلاد هو ملك ملوك وليس حاكما عاديا لمحكومين عاديين؛ معاذ الله. كيف!

وفي انتظار ذلك الإمبراطور الخارق بالطبع، يجب أن نحافظ على تماسك الإمبراطورية. برأيكم كيف يمكن ذلك؟!

العرف يقول إن قادة الجيش سيستلمون زمام الأمور بشكل تلقائي للحفاظ على الأمن والسيطرة على الوضع حتى لا تعم الفوضى وتنفلت الأمور وكذلك في انتظار أن تعي الممالك والإمارات ضرورة بقائها متحدة وتتنازل عن أنانيتها وعجرفتها.. وليس من العدل أن ننتظر من قادة الجيش أن يكونوا عادلين أو أن يهتموا بعيش العامة، أولويتهم هي الأمن.. الأمن فحسب!

وأتصور الآن أنكم تفهمون أن هذا ما يحصل، بطريقة ما! ولكم أن تصوبوا، فالخطأ وارد في الظروف الاستثنائية !