François Soudan: دروس واغا

اثنين, 2014-11-24 12:35
افرانسوا سودان

بعد أربع سنوات على الربيع العربي، هل  حان الوقت لكي تشعل وسائل التواصل الاجتماعي ربيعا إفريقيا؟ أو بعبارة أخرى هل ستمتد الصدمة الثورية البوركينابية بنجاح على غرار نظيرتها التونسية إلى دول أخرى مجاورة؟ وفي ما عدا التنبؤات فإن هناك الكثير التعليقات التي يمكن أن نثق، فلم تتردد إحدى وسائل الإعلام الوازنة في تقديم قائمة من رؤساء الدول المهددين الذي سيواجهون شعوبهم في انتخابات قادمة خلال ثلاث سنوات من بينهم حتى من يسمح لهم الدستور بالترشح مرة أخرى.

حجج عديدة يمكن الاستناد عليها لتأييد فرضية انتشار العدوى. منها انتشار ثقافة الاحتجاج لدى الشعوب الشابة بشكل متزايد والتي تقطن المدن، بالإضافة إلى الأثر البارز لوسائل التواصل الاجتماعي والصورة والصوت التي تنقل عبر الإذاعات والتلفزيونات التي توصف بالدولية وهي في الحقيقة غربية كما أن محكمة الجنايات الدولية غدت سيفا مسلطا على رقاب هؤلاء الزعماء، عندما يفكرون في إطلاق النار على المظاهرات من طرف الحرس الرئاسي الذي هو القوة العسكرية الحقيقية الوحيدة فمصير اغباغبو أرغم كامباوري على المغادرة بسرعة.  ينضاف إلى هذا أن الغربيين أصبحوا غير مستعدين للتسامح مع التمديد الدستوري كما حدث في عدة بلدان إفريقية خلال السنوات العشر الأخيرة. ويمكن أن نتحدث هنا عن نفاق لوران فابيوس حينما طالب كامباوري بعدم تعديل الدستور وأشاد بعلاقات بلاده مع السعودية حيث لا دستور. القادة المعنيون يدركون أن هذه القوى لن تأخذها بهم شفقة رغم الخدمات الجليلة التي قدموها لها.

ومع ذلك ينبغى أن نكون حذرين من الانسياق وراء القص واللصق، فرياح الربيع العربي فشلت في اقتلاع أنظمة عربية أخرى في المغرب والجزائر والأردن فهل ستنجح في اقتلاع أنظمة كنساشا وبرازفيل وكيجالي. فلكل بلد إفريقي تاريخه وقواه وخصوصيته. 

لمطالعة الأصل إضغط هنا